ماذا لو لم يشاركن؟

Cover Image for ماذا لو لم يشاركن؟
نشر بتاريخ

لقد أكدت النساء في المغرب من خلال انخراطهن في كل أشكال النضال والاحتجاج والتضامن على أن معركة التغيير لا يمكن البتة أن تتم في غيابهم ودون مشاركتهن، وهذا ما يفسر إصرار سلطة الاستبداد الحاكمة على الانتصار في معركة استقطاب المرأة وتبني صوريا لقضاياها، لأن هذه السلطة أضحت موقنة أن التحام المرأة بمعركة إصلاح الفساد المتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية معناه أن معركة التغيير قد اسنوفت أركانها ولم يبق إلا أن تستوفي شروطها ليتحقق التغيير. من هذا التخوف يتم الهجوم على حضور النساء في المظاهرات من قِبَلِ إعلام الصرف الصحي، ومحاولة تقزيم هذا الحضور في مواضيع جانبية كالحجاب وعدم الاختلاط والانتماء، بهدف إضعاف رمزية وأبعاد هذا الحضور من داخل منظومته وإذكاء الصراع بين الفاعلين السياسيين القائمين على تنظيم الاحتجاجات الموحدة.

في الختام أقول، إنه لا يمكن اليوم تصور أي مسيرة أو وقفة أو أي تظاهرة بدون حضور نسائي متميز، بحيث أضحى هذا الحضور معيارا أساسيا لنجاح أي فعل سياسي أونقابي أو تضامني، إذ لم يعد حضورها كحضور الملح في الطعام بل غدا حضورها هو الملح وهو الطعام. كما لا يفوتني التنويه إلى أن حضور الذراع النسائي للتيار الإسلامي، بشكل كبير وملفت ودائم ومتميز ومنضبط وفعال ومستقل إلى جانب باقي النساء من تيارات مختلفة، في كل المدن والقرى لَيَدُلُّ دلالة واضحة على المكانة التي تحظى بها المرأة داخل الحركة الإسلامية الوسطية، كما يدل على الشراكة الفعلية في التغيير على كل المستويات الدعوية والسياسية.

وبناء على كل ما سبق نعود إلى العنوان: ماذا لو لم يشاركن؟ لنؤكد أن دور الفاعلين السياسيين والنقابيين والاجتماعيين اليوم لا ينتهي عند الجواب عن السؤال المعروض، بل يمتد إلى ضرورة توفير وتمتيع المرأة المغربية بالشروط والحقوق التي ترقى إلى مستوى هذا الحضور المتميز في كل أشكال النضال وعلى كل الأصعدة. ولئن كنا في السابق نردد مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة، فإننا اليوم يجوز لنا القول وراء كل نضال ناجح امرأة.