ليث شبيلات رحمه الله: أثبتت الأيام أن مسيرة جماعة العدل والإحسان أقرب إلى الحق من مسيرة كثير من الآخرين

Cover Image for ليث شبيلات رحمه الله: أثبتت الأيام أن مسيرة جماعة العدل والإحسان أقرب إلى الحق من مسيرة كثير من الآخرين
نشر بتاريخ

قدم المهندس ليث فرحان شبيلات تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جنانه، قبل وفاته بوقت يسير، شهادته في جماعة العدل والإحسان، ضمن سلسلة شهادات نشرتها قناة الشاهد الإلكترونية عنونتها بـ”قالوا عن الجماعة في ذكراها الأربعين”، نوه فيها بوضوح رؤية الجماعة وثباتها على مواقفها.

افتتح شبيلات، وكان معارضا سياسيا أردنيا من التيار الإسلامي، شهادته متوجها لفضيلة الأستاذ محمد عبادي الأمين العام للجماعة وكل المنتسبين إليها بالشكر لإتاحة الفرصة له للحديث في هذه المناسبة، ذكرى مرور أربعين سنة على تأسيس الجماعة “على يد العالم الجليل الرباني الشيخ عبد السلام ياسين رحمة الله عليه. وأبدي كم أنا معجب، كنت وما زلت، ويزداد إعجابي بهذه الجماعة الخيرة على ثباتها وعلى وضوح رؤيتها وعلى سعة أخلاقها”.

وأشاد بتصرف الجماعة اتجاه المجتمع “بلغة نحن لا بلغة أنتم، لا نتكبر عليهم، نشفق عليهم، ونرجو لهم السعادة والاستقامة والعودة إلى الله لمن انحرف منهم، وفي نفس الوقت نتعامل مع الأمور الاجتماعية السياسية بوعي ودون تطرف أو تذبذب أو لين”.

وشدد على كون “الجماعة واضحة الرؤية، رحم الله من أسسها وبارك فيكم، لم تتغير، بقيت ثابتة في مواقفها، لم تنجذب إلى ما انجذب إليه كثير من الآخرين، ولم تركن، ولم تضمحل، ولم يخف نشاطها، بل بقيت صامدة متوسعة”.

وأضاف مقارنا مسيرة جماعة العدل والإحسان ببقية الأطراف العاملة من أجل التغيير والمنتسبة للحقل الإسلامي: “أثبتت الأيام أن مسيرتها أقرب إلى الحق من مسيرة كثير من الآخرين، الذين، للأسف، غلب على كثير منا الهوى، بحيث أصبحنا نطيع هوانا ونبحث على سند شرعي لكي يغطي عنه، ثم إذا تغيرت الأيام، وأردنا أن نغير موقفنا/هوانا بحثنا عن مخرج شرعي لكي نثبت بأن طريقنا الجديد صحيح. وهذا أمر لم تفعله جماعة العدل والإحسان وبقيت واضحة؛ لم تتلاعب بالمفاهيم الشرعية مطلقا، ولم تتنازل عن مواقفها أمام ضغط القوى الحاكمة الطاغية، ولم تخف، ولم تجبن، وبقيت صامدة، وتحملت في ذلك، وأرست بذلك سننا حياتية باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته؛ الثبات على المبدأ، والثبات في الدعوة وخدمة دين الإسلامي”.

وأوضح رحمه الله تعالى أنه يذكر ذلك لأنه “كما يعلم من يتابعني منكم، أنتقد بشدة مسيرتي ومسيرة كثير ممن ينتسبون للتيار الإسلامي، والذين غرقوا في الأخطاء، وبعضنا في الخطيئات، وظننا أن مجرد أن يقبل الناس على الدين لأنهم أيسوا من الطروحات القومية واليسارية وغير ذلك، فإنهم يبايعوننا مهما فعلنا، ولم ندرك أننا يجب أن نحسن التصرف، ونحسن السياسة، ونحسن الدعوة، ونتقدم حتى نُبقي على ثقة هذه الجماهير “المضيومة” التي تبحث عمن ينقذها مما هي فيه”. واعتمد في الدلالة على قوله بمثال هو “حالة الصهينة التي حلت بالعالم العربي الإسلامي؛ كيف تصرف منتسبو التيار الإسلامي مع ضغوط الصهينة وكيف تعاملوا معها”.

هذا الأمر كشف، حسب رأي ليث شبيلات رحمه الله تعالى، “صحة الموقف من عدمه لعامة المسلمين، الذين لا يحتاجون إلى كثير من الدراسة والتعمق لكي يعلموا أن أي علاقة مع الصهيونية وأي رضوخ لها وأي تطبيع معها هو مخالف لشرع الله”.

وحمد الله الذي ثبت الجماعة “في هذه وفي كثير من الأمور الأخرى، ونجحتم وأتمنى لكم المزيد من النجاح، وأتمنى من الآخرين، أحبابنا في التيار الإسلامي، أن يتعلموا منكم ويتعلموا من بعضهم البعض، وأن ندخل في مراجعات حقيقية بعيدة عن هوى النفس؛ يعترف كل واحد فينا أين أخطأ، وأين أضر بالمسيرة”.

وزاد ناصحا مكونات التيار الإسلامي: “لأننا كلما اشتهر منا أحد وأخطأ ولم يعترف بخطئه ينقلب – لا سمح الله – إلا ضال مضل”، ومذكرا بأن “الخطأ إنساني، أما التمسك به والدفاع عنه كبرا ممن يحمل شعارا إسلاميا عنده أتباع، فإنه يكون قد سار في طريق الضلالة والإضلال، نعوذ بالله من ذلك، ونعيذ إخواننا الإسلاميين في كل مكان من ذلك، ونأمل من الله لنا صحوة حقيقية، لا هوى لأنفسنا فيها، يكون هوانا فيها لله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.

وقال شبيلات، الذي انتقل إلى جوار ربه أمس الأحد 23 جمادى الأولى 1444 الموافق لـ18 دجنبر 2022: “أرى في جماعة العدل والإحسان كثيرا مما يمدح وقليلا مما ينتقد، أهنئكم تهنئة كبيرة من القلب، وأترحم وإياكم على المرحوم العالم الرباني الشيخ عبد السلام ياسين، وأتمنى لكم التوفيق”.

يذكر أن الفقيد ليث فرحان شبيلات كان عضوا في مجلس النواب الأردني ونقيبا للمهندسين الأردنيين وعضوا في المؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر القومي العربي. رحمه الله تعالى وغفر له وجعله في جنته آمنا مطمئنا. آمين.