حرصا منها على التواصل الدائم مع كافة شرائح المجتمع المغربي نظمت جماعة العدل والإحسان بمدينة الدار البيضاء، يوم الجمعة 17 يناير، لقاء تواصليا بين السيد الأمين العام للجماعة الأستاذ محمد عبادي وعدد من أطر المجتمع من داخل الجماعة وخارجها، في الذكرى الأولى لوفاة الإمام عبد السلام ياسين. وقد ضم هذا اللقاء التواصلي ثلة من الأطباء والمهندسين والمدراء والأساتذة بمدينة الدار البيضاء تحت شعار قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ (سورة المائدة الآية 8).
حاول الأستاذ عبادي في هذا اللقاء التواصلي أن ينقل للحاضرين قبسات من سيرة هذا الرجل، وتاريخه الذي تميز بالحزم والإصرار على الإتقان منذ طفولته إلى أن صار إطارا هاما في وزارة التعليم قبل أن تتشوف نفسه التواقة، للبحث عن أسمى ما يمكن أن يطلبه الإنسان، ألا وهو التطلع لمعرفة الله عز وجل، والبحث عمن يأخذ بيده لخوض غمار هذه الرحلة التي غيرت مجرى حياته، مما جعله يكرس بقية عمره لمعرفة الله عز وجل والدعوة إليه سبحانه.
ثم أجاب الأستاذ محمد عبادي عن أسئلة الضيوف، لتوضيح عدة قضايا أساسية في فكر الجماعة، والمرحلة التاريخية التي تمر منها الأمة العربية الإسلامية.
كما أشار حفظه الله إلى دور المؤمن المستجيب لنداء الله عز وجل مشيرا إلى الآية الكريمة التي اختارها المنظمون شعارا لهذا اللقاء، كما بين أن جماعة العدل والإحسان لم يكن همها في يوم من الأيام أن تعادي أحدا، وأنها ليست ضد أحد، وأنها لم تقم إلا من أجل النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، باعتبار النصح جزأ أساسيا من الدين لا يستقيم إلا به، مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة”، النصيحة التي تختزل معاني الرحمة والوضوح والصدق واليقين في موعود الله عز وجل، المتصرف في الكون بما يشاء متى يشاء بمن يشاء.
وقد عبر المدعوون عن شكرهم وامتنانهم للمنظمين على هذه الدعوة، مبرزين أهمية هذا اللقاء التواصلي في هذه الظرفية الحرجة التي تمر منها الأمة الإسلامية وهذا المنعطف الحاد الذي يستلزم من الأطر الوطنية أن تستوعبه بالإطلاع على كافة الطروحات الجادة المعروضة على الساحة المغربية حتى تتحمل مسؤوليتها التاريخية في خلاص هذا البلد من الاستبداد والفساد والسير به نحو التقدم والازدهار انطلاقا من هويته واحتياجاته. كما أبدوا إعجابهم للمستوى التنظيمي الذي مر به هذا اللقاء وحرصهم على المزيد من التواصل في القابل من الأيام.