لا حصاد بدون حرث

Cover Image for لا حصاد بدون حرث
نشر بتاريخ

من معجزات الله عز وجل أن خلق للرجل زوجا ليسكن إليها فتهدأ نفسه وتطمئن. ويقوم لأداء مسئولياته في ثبات وعزم. فالمرأة بضعة من الرجل لا تستقيم حياته إلا معها وإن عاند معاند. راحته من راحتها واضطرابه من اضطرابها.

كيف يمكن أن يسكن زوج لزوجة ذات نفسية مضطربة أو عقل مضطرب أو جسد مضطرب؟ هل يعقل ذلك أو يتصور؟

لذا كان مقدار ما يحققه الزوج من سعادة مرتبط بمدى ما يتودد إلى زوجته ويرحمها. بمدى ما يحيطها به من عناية ورعاية في الحالات التي تعرض لها، بمدى توخي الحكمة في التعامل مع حاجاتها ورغباتها، فترد الزوجة بالمثل وفاء واعترافا بالفضل.

يقول الباري عز وجل: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة

انظر أيها الزوج لقوله تعالى كيف جعل من السكينة مطلب الحاضر والمستقبل باستعماله لفعل المضارع (لتسكنوا). فالسكينة اسم مرة يتطلب لتحقيق استمراره اجتهادا ليدوم. ولن يبلغ كلا الزوجين ذلك إلا بمودة ترتبط فيها الأرواح بالأجساد في تناغم تام. ورحمة ومداراة وتغافل تحول دون الاختلاف المفضي للنزاع والنشوز والاصطدام فهي بمثابة الإدام من الطعام.

كيف يحقق الزوج السكينة إذن؟

تسكنها وتؤويها بيتا مسكنا هو جنتها تحس فيه بالطمأنينة والراحة والأمان. سكينة تحققها بتوفير المسكن الذي تقطنان به، فهو المأوى والملاذ الذي تلجأ إليه لتسكن وتهدأ نفسك. هو المكان الذي تحتمي به لتخفف من الضغوط بعد حركة يوم من الأشغال والأعمال.

توقف وتسكن هبوب ريح غضبها بالكلمة الطيبة المغمورة بالحنان.

توفر لها السُّــكن وهو القوت أو مستلزمات الحياة (الغذاء والكساء…).

تسكًـن وتخفف من حدة ألمها ووجعها عند الحالات التي تعرض لها ( المرض ـ الحيض النفاس…)

تحترم آراءها وتشاورها فهي ترى الأمور من زاوية قد تغيب عنك حقيقتها.

تجعلها معراج الوصول لأعلى درجات الجنان. فهي الأخت والزوجة والصاحبة والجارة والقرابة. باختصار إنها أقصر طريق لتبلغ أعلى مراتب الإحسان.

أليست الزوجة الملاذ والمأوى الذي تلجأ إليه ليخفف حملك النفسي والعاطفي. ومن يلطف جو المسكن بلمساتها الجمالية اللأنيقة؟ وتسكًن اضطرابك بكل ما وهبت وجبلت عليه من أنوثة ومحبة فتأنس بها.

أليست من تحيطك بالاهتمام وتشاركك الاهتمامات. وتقويك وتعضدك عند حلول الأزمات والملمات؟

بلى، بلى، بلى…

أظنك فهمت القصد أيها الزوج لا حصاد بدون حرث.