كيف يمكن لقنينة غاز فارغة أن تحرق بيتا بأكمله؟؟؟

Cover Image for كيف يمكن لقنينة غاز فارغة أن تحرق بيتا بأكمله؟؟؟
نشر بتاريخ

عندما ترتفع أصوات الصحون والكؤوس وهي تلطم بعضها بين يدي أمي، أوجه إنذارا إلى كافة لعبي بأن تلزم مكانها وأن لا تتجرأ على الخروج إلى الصالون،وإلا سيصيبها ما أصاب الدب البني (سأروي لكم قصة الدب البني لاحقا).

تسللت على رؤوس أصابعي إلى المطبخ، فرأيت أمي وهي مازالت ترتدي جلبابها وحذائها وسط فوضى عارمة: أواني متسخة، خضر مرمية أرضا، ثلاجة مفتوحة على مصراعيها، أرادت أن تشعل الموقد لكن دون جدوى.

– ألم تحضر قنينة الغاز بعد؟ لقد وعدتني بأنك لن تنسى!

صراخ أمي مقابل صوت التلفاز! من سيفوز هذه المرة؟

– ماذا؟ لقد ذهب بن علي عند الجدة!

لماذا يسمحون لهذا الولد بالذهاب عند جدتي ويحرمونني من زيارتها منذ أيام عديدة تفوق عدد أصابع يدي؟

ربما لأنها لا تحب أمي، لقد سمعت أمي تقول ذلك لإحدى صديقاتها في الهاتف.

خرجت أمي غاضبة من المطبخ وهي تهرول تجاه الصالون، وككل مساء أسرع إلى زاويتي المفضلة حتى لا يفوتني شيء من الشجار.

– لماذا أنت غاضبة؟

لقد أخطا أبي بطرحه لهذا السؤال لأن صراخ أمي ازداد حدة.

– وكيف لي أن لا اغضب؟….

ثم بدأت أمي بسرد لائحة طويلة من “المخالفات” و”المواقف اللامسؤولة”. شيئا فشيئا بدأت عينا والدي تتوهجان، فقد أصابته عدوى الغضب.

رد على والدتي بكلمات لم أفهمها لكني رأيت مفعولها على وجه أمي، اغرورقت عيناها لكنها لم تستسلم، أصبح صراخها ممزوجا بالدموع… رفع أبي يده… وفجأة تجمد في مكانه! فقد انتبه إلى وجودي.

رجعت أمي إلى المطبخ وبدأت تبكي بحرارة… جلس والدي ووضع رأسه بين يديه.

عدت إلى غرفتي وأنا أتسائل كيف يمكن لقنينة غاز فارغة أن تحرق بيتا بأكمله؟

ثم استسلمت للنوم وأنا أشعر بالفخر والأسى… فخر كبير لأنني السبب في جمع شمل هذه الأسرة… وأسى عميق لأن لا شيء آخر يجمع هذه الأسرة.