كيف نستقبل رمضان؟

Cover Image for كيف نستقبل رمضان؟
نشر بتاريخ

من نعم الله علينا وفضائله التي لا تعد ولا تحصى وتستوجب منا الشكر الكثير، شهر رمضان الأبرك، هذا الشهر الذي جعله سبحانه وتعالى لعباده محطة للزاد والتزود، للقرب والتقرب، للرقي والارتقاء في مدارج الإحسان. فما أعظمه من شهر وما أبركه!

كل عمل جاد يسبقه استعداد، فالتلميذ أو الطالب قبل اجتياز الامتحان يتهيأ لذلك بالحفظ والاجتهاد، واللاعب يستعد لخوض المباراة بالتدريب المستمر، وهكذا..

فما أحوجنا في شهر شعبان لهذا التهييء القبلي استعدادا لشهر رمضان المعظم. فـ“اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان” آمين.

كيف يتم هذا الاستعداد؟

جرت عادة الناس أن يبدأوا التهييء لرمضان ابتداء من شهر شعبان والتفكير فيما سيعدونه من مختلف الأطباق.

هذا شيء مطلوب، ولكن لا ننس التهييء القلبي، تهييء الأجواء الإيمانية والربانية لاستقبال هذا الشهر المبارك.

هذه بعض الأمور أخي المؤمن أختي المؤمنة أضعها بين أيديكما لنستقبل بها جميعا ضيفنا الذي سيحل علينا عما قريب:

تهييء القلب

جاء في محكم تنزيله قوله تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. القلب هو وعاء التلقي، فينبغي تطهيره من كل الشوائب، وتقويته وتنويره بالإيمان عن طريق الذكر وقراءة القرآن والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الدعاء

باعتباره مخ العبادة، ووسيلة للتقرب منه سبحانه وتعالى، لا بد أن نكثر منه كي يبلغنا سبحانه وتعالى هذا الشهر العظيم، ويجعلنا ممن يصومونه إيمانا واحتسابا. فقد كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم.

الصيام القبلي

صيام الأيام الأولى من شهر شعبان استعدادا لشهر رمضان كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.

تخصيص المكان اللائق للصلاة والعبادة

من الأفضل أن يكون مكان الصلاة أو قراءة القرآن بعيدا عن المكان الذي يجلس فيه الأطفال، وبعيدا عن التلفاز وكل ما من شأنه أن يشوش علينا أثناء تعبدنا لله عز وجل، ويحسن أن نضع في هذا المكان سجادات ومصاحف وسبحات.

قيام الليل

الوقوف بين يدي الله عز وجل والتضرع إليه في الثلث الأخير من الليل أمر عظيم، ينادي فيه المولى تعالى المستغفر كي يغفر له، وصاحب الحاجة كي يستجيب له. قيام الليل محطة للتزود بالإيمان ومناجاة الرب والناس نيام. فلنستغله في شهر شعبان حتى يبلغنا الله رمضان.

الابتعاد عن الفتن وكل ما يبعد القلب عن الله

كثيرة هي الفتن والملاهي التي يزينها الشيطان للمرء كي يفسد عليه أخلاقه وعبادته ودينه. فلنحذر هذه الفتن ونتعوذ دائما بالله من شر إبليس لعنة الله عليه، حتى يحل علينا شهر رمضان وقلوبنا مهيأة ومملوءة إيمانا.

سلامة الصدر

سلامة الصدر تفتح أبواب التلقي والترقي، تلقي العلم والرقي صعدا في مدارج الإيمان والإحسان يعوقهما ويعترضهما الغل والحقد والبغض والكراهية، فحذار أن يحمل أحد في قلبه غلا لأخيه، فإذا أحببنا يجب أن نحب لله، وإذا أبغضنا يجب أن نبغض لله.

لا تجعل بينك وبين أي مسلم شحناء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن”.

فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم ومن أول لحظة.

نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.