ألقى الأستاذ عبد الحق بنقادى، المشارك في أسطول الصمود العالمي نحو غــزة، كلمة لحظة انطلاق سفينتهم “قيصر” التي اختاروا لها اسم “صمود”، من ميناء سيدي بوسعيد بتونس. ووجه فيها رسائل مهمة إلى الشعب التونسي وإلى المجتمع الدولي، كما وجه رسائل إلى عموم المشاركين في الأسطول وإلى أهل غزة، خاتما إياها برسائل إلى الشعب المغربي، وفيما يلي كلمة بنقادى:
بسم الله وعلى بركة الله، بسم مجراها ومرساها
ونحن نغادر ميناء سيدي بوسعيد بتونس على متن سفينة “قيصر” التي اخترنا لها اسم “صمود” وفي هاته اللحظات التاريخية والاستثنائية أوجه 5 رسائل أساسية:
الرسالة الأولى إلى شعب تونس العظيم الملهم والسباق في نضال الشعوب على مر التاريخ، شكرا لصنيعكم وكرمكم وحسن وفادتكم وضيافتكم في بلدنا الثاني تونس، هنيئا لكم، لقد دخلتم التاريخ من بابه الواسع، واختارتكم الأقدار لتكونوا مأوى ومحطة تجمع الإنسانية في أضخم أسطول يشهده العالم لكسر الحصار عن غـــزة العزة.
الرسالة الثانية إلى المجتمع الدولي والمنظمات والمحاكم الدولية ومختلف الدول والحكومات: هذا الأسطول يشكل اليوم منعطفا مهما في مصير هذا العالم الذي يتحكم فيه الاستكبار؛ العالم الممثل في النظام الصهـــيوأمريكي الذي يقوده نحو الحروب والدمار والكراهية والبربرية والنازية والفاشية بين بني الإنسان، ونحن اليوم في أسطول الصمود العالمي نواجه كل هذا الظلام بالأخوة والمحبة والرحمة الإنسانية التي تحقق العدل والسلام والكرمة لكل شعوب العالم.
الرسالة الثالثة إلى غــزة الإباء: نقول ونحن على متن أسطول الصمود العالمي سلاما لكل فلســـطين ولغزة الإباء، سلام لأطفالها ونسائها ورجالها وطواقمها الصحية والإسعافية والإغاثية، ولصحفييها المكلومين والمستهدفين والشهــــداء والجرحى والجوعى والمحاصرين، سلام لرمال غـــزة ولجدران غــزة ولمياه غـــزة ولأنفاق غـــزة، هذا جهد المقل فاعذرونا يا أهلنا على خذلاننا وصمتنا وتأخرنا فقد حالت بيننا وبينكم أنظمة التطـــبيع.
الرسالة الرابعة إلى عموم المشاركين والمشاركات والمتضامنين والشخصيات وشعوب العالم وأحراره: نحن صدقا نبحر إلى غــزة لكسر الحصار وفتح ممر إنساني وإنهاء التجويع، لكننا صدقا نبحر إلى غـــزة لنكسر الحصار المضروب على أنفسنا فرادى وجماعات على كافة المستويات، ولنستلهم من صمودكم وثباتكم وصبركم وأنتم تواجهون أعتى قوة غاشمة مدعومة من مختلف قوى الشر الداعمة للإبادة الجماعية.
الرسالة الخامسة إلى شعبنا المغربي الأبي الذي كان ومازال نعم السند والداعم لغزة والمناهض للتطــــبيع مع الكيان المحتل، فبعد أن نبحر في المياه الدولية باتجاه غــــزة ستبقى مسؤوليتكم في دعمنا وإسنادنا والضغط على الحكام لضمان حماية هذا الأسطول الإنساني المشروع والمجسد لإرادة المجتمع الدولي ضمن قواعد ومقتضيات القانون الدولي وتحميلهم مسؤولية أي اعتداء أو منع أو اعتراض للأسطول والمشاركين على متنه.
وفي الأخير نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، نستودعكم أرواحنا ودماءنا وأموالنا وأهلنا وأحبابنا ومحجتنا اللاحبة هاته حتى يتحرر الإنسان من العبودية إلى الحرية ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثلاثاء 16 شتنبر 2025