بعد الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم تناول الكلمة الأمين العام للجماعة الأستاذ محمد عبادي حفظه الله، الذي استهل كلمته بالدعاء الصادق لصاحب الذكرى، ثناه بالحديث عن مشروعه الإحساني، معتبرا أن الإمام عبد السلام ياسين أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه رجل ولد في الإحسان وعاش في الإحسان، موجها نداء إلى الحاضرين والحاضرات ولمن وراءهم ممن يسمع كلامي أو يقرأه، أقول لهم بوصية من صاحب الذكرى تعالوا لنؤسس خطابا قرآنيا إحسانيا ينآى عن الصراع).
مؤكدا على دور الإمام رحمه الله تعالى وجهاده من أجل نفض ما علق بالإحسان من غبار طقوس استحدثها الناس عبر القرون، والرجوع به إلى الهدي النبوي وإلى عهد الصحابة رضي الله عنهم. وقد استخدم الأمين العام الأستاذ محمد عبادي تعبيرا رقيقا دقيقا لإبراز أهمية الإحسان، حين قال: الإحسانيعقم جرثومة الفساد في القلوب) معتبرا أن الظلم من شيم النفوس، متمثلا قول الشاعر أبي الطيب المتنبي:
الظلم من شيم النفوس فإن تجد
ذا عفة فلعلة لا يظلم
مؤكدا في ذات الوقت أنه لابد من إحياء فقه السلوك باعتباره الفقه الأكبر) الذي به لا بغيره تصفو النفوس ويزول كدرها. وأنه إذا ساد الإحسان سنسترجع قوتنا ومجدنا) معطيا أمثلة من صميم الواقع الذي تعيشه الأمة اليوم، فكم من الدعاة دعوا إلى العدل في زمن الأمن، فلما امتحنوا واعتقلوا خرجوا على الناس وقد داروا مائة وثمانين درجة، وكم من الناس كانوا يطلبون العدل لكنهم سرعان ما قلبوا للناس ظهر المجن عند الوصول إلى السلطة، معتبرا أننا أمة لم نخلق لأنفسنا بل خلقنا للبشرية جمعاء).
وفي الختام رفع الأمين العام لجماعة العدل والإحسان أكف الضراعة إلىالمولى عز وجل أن يفرج عن هذه الأمة وينصرها وأن يجمع كلمتها ويلم شملها ويسدد خطاها.