“قرآنا عجبا” (14) | “وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ”

Cover Image for “قرآنا عجبا” (14) | “وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ”
نشر بتاريخ

وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ..

آية جليلة عظيمة كريمة، تمر بظلالها فتهنأ من وساوس الخوف من غيره، والهلع من تدابير خلقه. يتسلل معناها العميق إلى القلب، ويتجذر في النفس لتتجرد من الكل إليه، فتدرك أن الله فوق الجميع؛ لا يضيع جهدا ولا يرد دعاء.

إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟

قف قليلا وردد: وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ.. حتى يتساقط عن كاهلك كل حمل وخوف وقلق، كل هالة صنعتها لبشر أقل من قدره. حتى يتلاشى عنك كل تعلق أرهق توازنك، وتضع لكل حرف معناه، ولكل حد مرساه، مقتحما عقبة نفسك، مترفعا على ذهنيتك الرعوية، متمنعا عن أنانيتك المستعلية، متجاوزا عاداتك الجارفة، رافعا رأسك، مرددا دعاء القلب ودعاء الرابطة، مطمئنا في صحبتك، متوثبا لخلاصك فردا وجماعة وأمة وإنسانية.

فاللهم فهما وإرادة نتخطى بها رقاب الظالمين، وندرك حلاوة اقتحام العقبة، “وما أدراك ما العقبة”.

اللهم بصيرة من لدنك حتى نرى، وإلهاما كي لا نحيد عن الطريق.

اللهم أمانا بك، وهمة تحمل القلب إليك، وإنا لا نثق إلا برحمتك.

وخير ما نردد في هذه الأيام العجاف في انتظار أن يغاث الناس، دعوة سيد الخلق؛ العروة الوثقى، شمس الأنبياء، حين رفع يديه سائلا:

اللهم إني أعوذ بك من فجأة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك.

وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ..

لا تَخَف ولا تخش أحداً، وإن مِلتَ استقم، وإن نَهَضْتَ اغتَنِم، واحمد الله، فالحَمدُ على ما أنتَ فيه، أَكْبَرُ مما أنت فيه.. واتّكئ بكُلِّكَ على ربِّ الفَلَق، إنَّ الله لا يخذل مَن صَدَق، وتذكر دائما أن السجود وجود، ومن سجد وجد، ومن قصد حصد..