“قرآنا عجبا” (12) | ويصلح بالهم

Cover Image for “قرآنا عجبا” (12) | ويصلح بالهم
نشر بتاريخ

سورة محمد..

كلما قرأت اسم السورة تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لا شعوريا.. فنحن المغاربة ننتفض أمام الاسم الشريف دائما، حتى إن شبه النائمين أثناء خطبة الجمعة يستفيقون فجأة كلما سمعوا الخطيب يردد اسم محمد صلى الله عليه وسلم ليصلوا عليه ثم يعودوا لسباتهم..

تظن منذ الوهلة الأولى أن هذه السورة ستحدثك عنه فيتأهب قلبك لتقترب منه صلى الله عليه وسلم..

ومع توالي الآيات ستكتشف أنها لا تتحدث عنه رغم أن اسمه الشريف صلى الله عليه وسلم يعلوها..

فهي تصف أهل الحق وأهل الباطل وما يدور بينهما من نزاع حار أو بارد.

تستمر في القراءة تبحث عن النبي حتى ينعشك اسمه في هذه الآية: وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ.

تقف مليا أمام عبارة وأصلح بالهم..

ما أدفأها من عبارة.. كأن البال كان معطلا فأصلحه الله. كان مشوشا فاصلحه الله. كان مليئا بالمتاعب فأصلحه الله.

إصلاح البال نعمة كبرى جدا. فمتى صلح البال، اطمأن القلب، وارتاحت المشاعر، وهدأت الأعصاب، ورضيت النفس، واستمتعت بالأمن والسلام.

وأصلح بالهم

قد يمنح الله القوة، والذكاء، والمال، والجمال للكثيرين من خلقه، ولكنه يعطي السكينة بقدرٍ لأصفيائه المؤمنين.

في الآية الخامسة نقرأ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ

بعض المفسرين يقولون إن البال هو الحال والشأن وهو القلب أيضا. بمعنى ضرب الله الستر على سيئاتهم بالعفو والمغفرة، وأصلح حالهم في الدنيا والآخرة..

أصلح الله بالكم وحالكم وقلبكم وشأنكم في الدنيا والآخرة..