في معجزاته صلى الله عليه وسلم

Cover Image for في معجزاته صلى الله عليه وسلم
نشر بتاريخ

2006/04/12

مولاي صلي وسلم دائماً أبدا

على حبيبك خير الخلق كلهم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة

تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتبت

فروعها من بديع الخطِّ في اللقم
مثل الغمامة أنَّى سار سائرة

تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـم
أقسمت بالقمر المنشق إن له

من قلبه نسبةً مبرورة القسمِ
وما حوى الغار من خير ومن كرم

وكل طرفٍ من الكفار عنه عم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما

وهم يقولون ما بالغار من أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على

خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ

من الدروع وعن عالٍ من الأطُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به

إلا ونلت جواراً منه لم يضم
ولا التمست غنى الدارين من يـده

إلا استلمت الندى من خير مستلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن له

قلباً إذا نامت العينان لم ينم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتـه

فليس ينكر فيه حال محتلم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسبٍ

ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم
كم أبرأت وصباً باللمس راحته

وأطلقت أرباً من ربقة اللمم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـه

حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها

سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العرمِ 1


[1] مقتطفات من قصيدة البردة للإمام البوصيري رحمه الله