في ذكرى يوم الأرض.. دلالات وتطلّعات

Cover Image for في ذكرى يوم الأرض.. دلالات وتطلّعات
نشر بتاريخ

حلت بنا هذه الأيام الذكرى المجيدة ليوم الأرض الفلسطيني، بعدما مرت 47 عاما على بطولاتها وملاحمها التي سجلها الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومدنه وقراه، ومازال الحدث وذكراه تفعل في الأمة فعلها الملهم بالوقوف والمساندة لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وسيادته وتاريخه.

تحضر الذكرى السابعة والأربعون ليوم الأرض، ولرقم 47 دلالة معبرة في تاريخ القضية. ففي سنة 47 وتسعمائة وألف تقرر تقسيم فلسطين، والتمهيد لإعلان دولة الصهاينة التي ارتكبت عصاباتها المسلحة أفظع المجازر في حق سكان الأرض وأهلها الحقيقيين. ومازالت على نفس النهج عصابة الكيان الغاصب في التنكيل بالفلسطينيين ومنعهم من حقوقهم البسيطة، ومنها حقهم المقدس في العبادة وممارسة الشعائر الدينية، حيث تم هذا العام منع إقامة سنة الاعتكاف في بيت المقدس.

 تحل إذن الذكرى والحال مازال على ما هو عليه، اللهم إلا ما بات يعرفه بيت العنكبوت المسمى “دولة إسرائيل” من اضطرابات وتموجات بين القيادة السياسية للكيان وقادته العسكريين وقطعان مستوطنيه، اعتبرها بعض سياسييه “تهديدا خطيرا لم يسبق له مثيل منذ حرب 1967”. خاصة بعد تزامنه مع الهبة المباركة للمقاومة في الضفة الغربية، والتي يقودها شباب متوثب عازم على بذل النفس والنفيس من أجل القدس وفلسطين.

في ذكرى يوم الأرض التي تحمل دلالات قوية على التمسك بالأرض وحمايتها من عبث العابثين ودنس الصهاينة المفسدين، تأتي الأخبار من أقصى شرق العالم الإسلامي من إندونيسيا التي قرّرت سلطاتها عدم السماح لدخول الصهاينة المشاركين في دورة كأس العالم للشباب التي ستنظم في الشهر المقبل، وتحملت العقوبات المتوقعة من الفيفا بسحب تنظيم الفعالية من هذا البلد وتحويلها إلى مكان آخر.

إندونيسيا البلد المسلم غير العربي، هي وماليزيا التي سبق وأن منعت بدورها الفرق الرياضية الصهيونية من دخول أراضيها للمشاركة في بطولات عالمية سابقة، كبطولة الإسكواش سنة 2021 والألعاب البارأولمبية سنة 2019، مارستا سيادتهما على أراضيهما؛ فمنعتا ممثلي دولة الفصل العنصري من الدخول إليها. في الوقت الذي تقوم فيه دول عربية مسلمة، يتسابق زعماؤها على رفع شعارات وألقاب إسلامية وتدعي تمثيل الإسلام والمسلمين، بالسماح للصهاينة بتدنيس الأرض والعرض.

في دولة “خادم الحرمين” بلغت الجرأة بالصهاينة أن يدخل بعضهم إلى الحرم المكي ويوثق تدنيسه هذا بالصور، وفي المغرب الذي يترأس رئيسها لجنة القدس يسمح للصهاينة بإقامة المتاحف وبناء السفارات، بل وإعادة تعيين “مسؤولين فاسدين” سبق وأن ثبت في حقهم الاعتداء على عرض المغربيات وتدنيس كرامة البلاد والعباد، كما تتواتر أخبار مفادها إعادة “السفير السابق لدولة الصهاينة بالمغرب” إلى منصبه، وهو المتورط في تهم التحرش بعرض المغربيات.

في ذكرى يوم الأرض هذا العام تخرج شرائح المجتمع المغربي كافة لإحياء الذكرى، والتعبير بكل صراحة أن التطبيع قرار لا يمثل إرادة الشعب المغربي، ولا يعكس هويته ولا انتماءه ولا تاريخه الناصع في الوقوف إلى جانب القضايا العادلة وعلى رأسها القضية المركزية قضية فلسطين، ولتؤكد أن حماية الأرض من دنس الاحتلال هناك في فلسطين قبل 47 سنة، لا يقل عنه أهمية هنا صون الأرض من دنس التطبيع.