كلمة ألقتها ذة. ليلى المتوكل بإسم الهيئة العامة للعمل النسائي
الذكرى الثالثة لرحيل السيدة أمنا لالة خديجة المالكي رحمها الله
31 مارس 2018 الموافق ل 13 رجب 1439 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله واسع الكرم مسبغ النعم كثير العطاء جاد علينا بواسع فضله وعطائه أن جعل لنا صوى ومنارات نهتدي بها في الطريق إليه سبحانه رجالا ونساء تشرئب أعناقنا للقياهم والسير على هداهم، فلله الحمد والمنة…
والصلاة والسلام على أكمل الخلق خلقا وخلقا نور الأنوار والهادي إلى صراط مستقيم .
في الذكرى الثالثة لرحيل السيدة أمنا لالة خديجة المالكي رحمها الله يشرف أخواتكم في الهيئة العامة للعمل النسائي أن يرحبن بكم.
أيها الحضور الكرام: أسرة الإمام، السيد الأمين العام، ضيوفنا، إخواننا وأخواتنا.
قال تعالى: من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا 23 الأحزاب.
تجمعنا اليوم ذكرى أمنا لالة خديجة والذكرى نقيض النسيان، فهي ذكرى وتذكر وتذكير، أعظم بها من ذكرى…فقد وصانا مرشدنا الحبيب رحمه الله وصية كان منها: لاتحبس الصلة برازخ الموت.
إن هذه الذكرى: فرصة للترحم بمن تجمعنا ذكراها اليوم فاللهم ارحمها رحمة واسعة وارحم مرشدنا الإمام عبد السلام ياسين واجعلهما في عليين مع النبيئين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
فرصة لاستمطار الرحمة وصلاح القلب: بذكر الصالحين تتنزل الرحمات وذكر الصالحين ومراجعة سيرهم وتشنيف الآذان بسماع أخبارهم ولقاء أحبابهم ، يثلج الصدور وينزل السكينة في القلوب.
قال إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول سمعت بشر بن الحارث يقول حسبك أن أقواما موتى تحيى القلوب بذكرهم وأن أقواما أحياء تقسو القلوب برؤيتهم تاريخ دمشق 10/214.
وإذا سمعت بذكرهم بين الورى * * * فيصير قلبي من جواه يخفق
فرصة للتأسي والاقتداء فقد كانت أمنا لالة خديجة مدرسة جامعة لكل الخصال الحميدة تربية وخلقا: ذكر لله آناء الليل وأطراف النهار خدمة وتفقدا ومواساة، صبرا ومصابرة ،أناة و بذلا وعطاء ووفاء . ابتسامة حانية ووجه منور.
ابنُ الأعرابي:
لنا جُلَساءٌ ما نَمَلُّ حديثَهم* * * ألِبَّاءُ مأمونون غَيْبًا ومَشْهدا
يُفيدوننا من علمهم علمَ ما مضى* * * وعقلاً وتأديبًا ورأيًا مُسَدَّدا
بِلا فتنةٍ تُخشى ولا سوء عِشْرةٍ* * *ولا يُتَّقَى منهم لسانًا ولا يدا
فإن قلتَ: أمواتٌ فلا أنتَ كاذِبٌ * * * وإن قلتَ: أحياءٌ فلستَ مُفنَّدا
بذكر سيرتها العطرة نتحسس حضن الأم الرؤوم وقوة وجلدا وتجلدا.. وكأني بالقمة الشامخة ترنو إلينا، لتنهض هممنا وتبعث فينا روحا, لنجدد النية والعزم على المضي في طريق الدعوة إلى الله بثبات وصبر جميل.
لقاؤنا اليوم فرصة لتجديد العهد ووصل الود.نشهد الله أننا نحبها فيه سبحانه وله ونحبّ محابّها وأحبابها.
لا تحبس الصلة برازخ الموت.ونسأل الله أن نكون معها على سرر متقابلين، تلك أمنية المقل الطامع في كرم الله وعطائه.
يقول تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين 67 الزخرف.
وعَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ ؟ قَالَ : لاَ ، إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ، قَالَ : فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ، بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. قَالَ : فَأَنَا أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ ، لِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْمَلْ بِعَمَلِهِمْ. رواه أحمد (13419 و13886) ، وعَبْد بن حُمَيْد (1296) ، ومُسْلم (7520) .
قال الشاعر:
لا تنكرُ الأعداءُ معروفاً لهم * * * بمكارم لأكارم لم تجحد
حَدِّثْ ولا حرجٌ عليك بذكرهم * * * وأَعِدْ حديثَك ما استطعت وردّد
فاللهم تغمدها بجميل عفوك وإحسانك وأسكنها فسيح جنانك مع الصفوة من عبادك من النبيئين والصديقين والشهداء، واجعلنا وإياها من الفائزين.
وشكرا لحضوركم.