من بساتين الشكر والعرفان أقطف لك وردا وزهرا وقرنفلا وريحانا، وأنثر عطر الود حبا مبجلا، يا من في عيدك تحلو التحيات، وتشرق شمس الجميل؛ ترسل ضياء ونورا على عالم أنت ملاكه الرحيم، وخزان عطائه منذ القديم، ووقود عزيمة الرجال القائدين.
فنساء كالجبال الراسيات، على ثغور النضال يقفن في صبر وثبات، ينتزعن حقوقهن من أنياب الظالمين، ويضمدن جراح دماء في سبيل عودة وطن جريح حزين، ويلوحن ببشارات النصر، يدعمن فلذات أكباد غيبها الاستبداد وراء قضبانه الحاقدة على أصوات الحق الصداحة، رغم مرارة الفقد وجور السلب من حق الكلام الحر الثمين، فهن كليمات مقهورات؛ لكن يأبين الحياة أسيرات للقهر والظلم، ولحقهن في التعبير مصادرات.
ونساء أخريات فرضت عليهن قساوة الحياة القبول بالذل والقهر، فهن في أعمال وأشغال بعيدة عن عين رقابة حقوق الشغل، ما بين أجور زهيدة، وظروف عمل المرأة فيها مهدودة مكدودة، وبين واجبات أسر حطت عليهن ثقلها، فنسين أن لهن حقوقا وحريات، وتجندن لإعالة أم أو أب أو أخ أو زوج وأبناء وبنات.
ونساء في قرى مقصية مهمشة، طالها النسيان، فهن بين مطرقة الفقر والحاجة، وسندان الأميات: أمية الحرف والدين والفقه والحقوق، ورغم ذلك تسهمن في البناء، آملات في غد يخفف الوجع، ويمحي الأميات، ويصون الكرامة، ويسعد الأبناء.
ونساء؛ فتيات وشابات وأخريات عجوزات، هد المرض أجسامهن، فلم يبق العلاج إلا على بقية من هياكل تباين فيها أثر الدواء، لكنهن رفضن الاستسلام، وقاومن مرارة الألم، إيمانا بالقضاء والقدر، فكن حقا مثالا يحتذى لمن فكر أن يلين أو يتقهقر.
تحية ود وحنان لنساء حرات هن الآن لاجئات، حكمت عليهن طاحونة الحرب بالإفراغ من وطن طاله الظلم المحلي والتواطؤ الدولي.
زهرة ووردة، لكل امرأة وقفت على ثغر المكارم، فلم تبع مبادئها ببعض الدراهم.
وأريج عطر بهي لمن حملت لواء دعوة الحق، رحمة وشفقة، فهي كالنسيم العليل تنثر القول الجميل، وتزرع فضلا ومروءة في زمن الأنانية والمادة، فهي تطمع أن تحصد مستقبلا جيله يحمل المشعل الذي ينير دروب الفضائل لأجيال نشأت على خير القيم.