قال الأستاذ محمد حمداوي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل الإحسان وعضو مجلس إرشادها، إن يوم 15 ماي تحول في وجدان الأمة إلى رمز للنكبة؛ “ذكرى نكبة فلسطين التي لم تكن مجرد حدث تاريخي عابر، بل كان جرحا نازفا استمر منذ 77 عاما، ووصمة عار على جبين الإنسانية المتخاذلة، وعلى جبين الأنظمة العربية والإسلامية التي لم تنتصر لفلسطين، ولو جمعت كلمتها لوقفت صفا ضد الاحتلال الصهيوني ومن أجل فلسطين”.
وبعد أن شكر، في كلمة ختامية ألقاها خلال الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان بالرباط يوم الخميس 15 ماي 2025 في الذكرى 77 للنكبة، كل الحاضرين على صمودهم في الميادين من أجل غزة وفلسطين، ثمن استمرار “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع في مناصرتها الصادقة والوفية لغزة الصامدة ولكل فلسطين التواقة للكرامة والحرية والاستقلال التام”.
وقد نوه منسق المؤتمر القومي الإسلامي بالساحة المغربية بشموخ المقاومة، بعد مرور 77 عاما على النكبة، وهو ما يدل أن “النكبة لن تمر، وأنها إلى زوال”.
في مثل هذا اليوم من عام 1948 تم تهجير قرابة المليون فلسطيني من أراضيهم، دمرت قراهم وسرقت بيوتهم وطمست آثارهم، يذكّر المتحدث ليؤكد أن النكبة لم تكن لحظة سقوط، بل كانت لحظة ولادة مقاومة، لحظة قررت فيها الشعوب الحية ومن بينها الشعب المغربي أن تكون فلسطين أمانة في عنقها؛ لا تسقط بالتقادم ولا تنسى بالخذلان.. يقول الأستاذ حمداوي.
فيما يلي نص الكلمة كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات،
يا أحرار هذا الوطن، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تستمر الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع في مناصرتها الصادقة والوفية لغزة الصامدة ولكل فلسطين التواقة للكرامة والحرية والاستقلال التام ونلتقي اليوم في هذا الموعد الجريح، في 15 ماي، الذي تحوّل في وجدان الأمة إلى رمزٍ للنكبة، ذكرى نكبة فلسطين، التي لم تكن مجرّد حدث تاريخي عابر، بل جرح نازف منذ 77 سنة، ووصمة عار على جبين الإنسانية المتخاذلة.
في هذا اليوم من عام 1948، تم تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من أرضهم، ودُمّرت قراهم، وسُرقت بيوتهم، وطُمست آثارهم. لم تكن النكبة لحظة سقوط، بل كانت لحظة ولادة مقاومة، لحظة قررت فيها الشعوب الحيّة، ومن بينها الشعب المغربي، أن تكون فلسطين أمانة في عنقها، لا تسقط بالتقادم، ولا تُنسى بالخذلان.
أيها الحضور الكريم،
نكبة فلسطين ليست مجرد مأساة تاريخية، بل هي جريمة مستمرة. وما نراه اليوم في غزة ما هو إلا امتداد لتلك النكبة. منذ 7 أكتوبر المشهود، يتعرض قطاع غزة لعدوان همجي غير مسبوق، راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء، أغلبهم من الأطفال والنساء. دُمرت المستشفيات، قُطعت الكهرباء والماء، وهُجّر الناس من بيوتهم تحت القصف، بلا طعام، بلا دواء، بلا أمان.
ومع ذلك، ومع كل هذا الجحيم، ما زال أهل غزة صامدين، ثابتين، يقدمون للعالم دروسًا في الشجاعة والعزة والكرامة. إنهم لا يقاتلون فقط دفاعًا عن أنفسهم، بل دفاعًا عن حق الأمة كلها في الحرية، في السيادة، في الكرامة.
وهنا، لا بد أن نقف لنقول:
فلسطين ليست وحدها.
غزة ليست وحدها.
والمغاربة، كما كانوا عبر التاريخ، حاضرين في الصفوف الأولى لنصرة القضية.
أيها الإخوة،
منذ بداية النكبة، كان للمغاربة دور ريادي في دعم فلسطين. وها هم اليوم يواصلون النضال بكل الأشكال الممكنة:
في حملات التبرع والإغاثة، في المسيرات الشعبية التي تملأ شوارع كل المدن المغربية، وفي مختلف المبادرات التضامنية التي تحاول بكل ما تستطيع المشاركة في المواساة وفي تضميد الجراح وحث القريب والبعيد على وقف العدوان الهمجي على غزة الأبية.
إن الشعب المغربي، بكل مكوناته، يرفض التطبيع، ويطالب بإنهائه، نصرةً للحق، ووفاءً للدم، والتزامًا بتاريخ مشترك من الكفاح والوفاء.
إن القضية الفلسطينية اليوم، ليست فقط معركة بين شعب محتل ومحتل غاشم، بل هي معركة بين الحق والباطل، بين الضمير الإنساني والصمت العالمي، بين الشعوب الحية وكثير من الأنظمة المتواطئة.
لهذا، فإن واجبنا اليوم أن نتحرك بوعي وإصرار من أجل :
– أن يستمر ويتضاعف الدعم الإغاثي لأهل غزة، بكل ما نملك،
– وأن نواصل الضغط الشعبي والسياسي لوقف العدوان ورفع الحصار،
– وأن نتصدى للتطبيع بكل أشكاله، وأن نُعلي صوت المقاطعة،
– وأن نُربّي أبناءنا على أن فلسطين ليست قضية خارجية، بل قضية وطنية، وهي جزء من كرامتنا وهويتنا.
أيها الأحرار،
نقف اليوم لنجدّد العهد، ونقولها صادقة واضحة :
– لن ننسى فلسطين، ولن نخون غزة، ولن نصمت أمام هذه الجرائم.
– سنظل نناصر المقاومة، لأنها تدافع عن حقنا جميعًا في ألا نُذل وألا نُهزم.
– فلتكن هذه الذكرى، ذكرى تعبئة، لا تراجع معها في المطالبة بالحقوق المشروعة كاملة للفلسطينيين وللأمة في فلسطين كاملة من النهر الى البحر. ذكرى نهوض، لا نكوص. ذكرى عزة، لا يأس معها ولا تخاذل.
ولنرددها جميعًا من قلوبنا:
فلسطين أمانة، غزة عنوان العزة والإباء، والمقاومة سبيل التحرير الأوحد والوحيد.
الحرية لفلسطين، والرحمة للشهداء، المجد للمقاومة، النصر لأهل غزة، والعار للمتخاذلين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.