في الذكرى الخامسة لرحيل الأستاذ المجاهد محمد العلوي السليماني

Cover Image for في الذكرى الخامسة لرحيل الأستاذ المجاهد
محمد العلوي السليماني
نشر بتاريخ

خمس سنوات مضت على رحيل رجل شريف النسب والعمل. إنه الأستاذ المجاهد: سيدي محمد العلوي السليماني رحمه الله رحمة واسعة ودائمة. “رجل.. وأي رجل” هكذا نعاه الإمام سيدي عبد السلام ياسين للأمة الإسلامية يوم الثلاثاء 2 دجنبر 2008.

وصف وأي وصف هذا الذي نعت به سيدي العلوي رحمه الله في زمن قل فيه الرجال. زمن الفتنة وأسر الأشياء للعظماء حتى أصبحوا أقزاما، بينما الرجل بقي جبلا شامخا عالي الهمة، مقتحما العقبات تلو العقبات رغم محن السجون واستفحال المرض والتقدم في السن… إلا أن قلبه بقي بفضل الله ومنه وعطائه، شابا معافى يقظا حيا بذكر الله وتلاوة القرآن، إلى أن لقي ربه على أحسن أحوال أهل الإيمان وعبادة أهل اليقين والإحسان.

لا يمكن، لمن جالس الرجل، نسيان صوته الحنون الذي يكسر جبروت النفس الخبيثة لتسمع من تلك النبرة الوديعة خطاب الفطرة لتهدئ من الروع والفزع والاضطراب وتكتسب الطمأنينة والإنابة إلى الله عز وجل.

لا يمكن، لمن غشي مجالس نصيحة الرجل، نسيان نصحه الدؤوب للتشوف لما عند الله في الدار الآخرة، وأن الدنيا مزرعة الآخرة، بالإقبال على العمل الصالح وبالإدبار عن الرذائل، بالصحبة الصالحة التي تقوم على محبة الله ورسوله والمومنين.

كيف النسيان؟

وهو المرشد الرؤوف، إذا اشتد عليك كرب كان نعم المعين، وإذا لم يجدك في مجالس الخير هب مسرعا لينشلك من مخالب النفس الأمارة بالسوء. يفرح فرحا شديدا إذا دخل المسجد ووجدك في الصف الأول مكبرا الله في خشوع. يزداد فرحه بك إذا وجدك داعيا بانيا الصف المرصوص. يغضب ممن يستلذ أكل لحم أخيه كالذباب الذي يصطاد في الماء الموبوء، بل يحمله حملا حتى يصبح وأخاه كالجسد الواحد نحلة ينهل من الرحيق المختوم.

كيف النسيان؟

وهو الأب العطوف. يؤوي اليتيم، تعطي يمينه ما لا تعلمه شماله، قريب من الفقراء بعيد عن المتكبرين، يحب طلبة العلم وحفاظ القرآن، يقربهم إليه في مجلسه، بيته محضن التربية والنصيحة والعلم.

كيف النسيان؟

وهو الذي أركبنا سفينة النجاة تستهدي ببوصلة القرآن وسنة المصطفى العدنان. جمع حوله رجالا ونساء ودعاهم بدعوة العدل والإحسان أن توبوا إلى الله وجددوا ب”لا إله إلا الله” الإيمان.

صحبة صالحة دائم نورها في الدنيا والآخرة..

وسَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار. الرعد 24.