في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى.. مع فلسطين حتى التحرير

Cover Image for في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى.. مع فلسطين حتى التحرير
نشر بتاريخ

تحلّ الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، ذاك اليوم الذي أحيا في قلوبنا مشاعر الغضب والاشتياق، ذاك اليوم الذي قلب موازين الاحتلال، معلنا أن المقاومة ما تزال مستمرة، موقظا ضمير الأمة النائم، مذكرا أن القضية لا تزال حية. السابع من أكتوبر لم يكن مجرد حدث عابر، بل صرخة في وجه صمت طويل، ونداء للشعوب لتوحيد الصفوف، فبينما كان الاحتلال الصهيوني يمارس أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، كانت الأنظمة العربية تتسابق نحو التطبيع، لكن رغم كل هذا، تظل أصوات الشعوب ترفع شعار الحق والكرامة.

من المؤسف أن تمر ذكرى طوفان الأقصى وأغلب الحكام العرب قد اختاروا طريق الصمت والمساومة بدل المساندة للمقاومة والدفاع عنهم، هذا الخذلان يزيد من جرح الأمة، لكن في الوقت نفسه يشعل في قلوب الشعوب نار العزيمة والوفاء للقضية، حيث تستمر الشعوب في رفع أصواتها دعما للقضية الفلسطينية ورفضا للتطبيع بكل أشكاله.

منذ عقود والشعب الفلسطيني يعيش تحت قيد الاحتلال، محروما من أبسط حقوقه، يواجه الموت كل يوم، تُهدم بيوته، تقصف مستشفياته، ويستهدف أطفاله ونساؤه بوحشية لا تعرف حدودا، العالم يرى ويسكت، ومع ذلك تظل المقاومة عنوانا للصمود، لم تُرهبهم الطائرات ولا السجون، ولم تُطفئ فيهم سنوات الحصار نور الإيمان بالتحرير، إنهم شعب اختار الكرامة، وقرر أن يكتب تاريخه بدمه.

رغم القهر الداخلي وتواطئ الأنظمة، تُثبت الشعوب الحرة أن البوصلة لم تنحرف، وأن فلسطين ما زالت تسكن القلوب، بعد مرور عامين على طوفان الأقصى، تتجدد مواقف الشعوب في العالم العربي، لترفع الأعلام الفلسطينية عاليًا والأصوات ضد الظلم والاحتلال وضد خيانة التطبيع. الشعوب لم تخن، بل اختارت أن تظل في صف المظلوم، وتهتف في كل مرة “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، فكل هتاف في وجه الصمت هو تأكيد على أن الكرامة لا تموت، وأن فلسطين ليست قضية موسمية، بل جرح دائم لا يُشفى إلا بزوال الاحتلال.

في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، يبقى السؤال: من سيكتب النهاية لهذا الاحتلال؟ الشعوب قالت كلمتها، والمقاومة أثبتت قوتها، لكن المعركة لم تنته بعد. ما زال الطريق طويلًا، غير أن الحق لا يموت، ومهما خان الحكام أو تواطأ العالم، ستظل فلسطين عنوان الكرامة، والقدس قبلة الأحرار.

ختاما، تحية للمقاومة الفلسطينية الصامدة، والمرابطين المجاهدين -أبطالَ غزة- أولئك الذين حوّلوا الحصار إلى عزيمة، تحية لكل صوت يقاوم، ولكل قلب نابض بحب الأرض. وأختتم بالدعوة لتجديد العهد بأن لا نخون حتى يتحقق الوعد بإذن الله تعالى.