في الذكرى الأولى المشؤومة.. آلاف المغاربة يتبرؤون من قرار التطبيع ويجددون دعمهم للقضية الفلسطينية

Cover Image for في الذكرى الأولى المشؤومة.. آلاف المغاربة يتبرؤون من قرار التطبيع ويجددون دعمهم للقضية الفلسطينية
نشر بتاريخ

خرج عشرات الآلاف من المغاربة، عشية اليوم الأربعاء 22 دجنبر 2021، استجابة لنداء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع”، في احتجاجات قوية ومعبرة، شهدتها عشرات المدن في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها، في الذكرى الأولى لتوقيع النظام المغربي اتفاقية العار مع كيان الاحتلال الصهيوني، رفضا لهذا التطبيع الذي نعتوه بـ “المشؤوم”.

وفي اليوم الوطني الاحتجاجي الرابع ضد التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني، الذي نظم تحت شعار “معركتنا متواصلة حتى إسقاط اتفاقيتي التطبيع والتعاون العسكري الخيانيتين”، بلغت المدن التي انخرطت واحتجت حوالي الأربعين مدينة، خرجت فيها شرائح مجتمعية متنوعة رافضة لهذا القرار الانفرادي الذي لم تستشر فيه السلطة الشعب صاحب القرار، ومنددة بتبعاته الخطيرة التي تجاوزت ما هو سياسي واقتصادي لتصل البعد التربوي التعليمي ثم الجانب العسكري الأمني.

وفي كلمته أثناء مشاركته بوقفة مدينة الرباط، أكد الأستاذ عبد الصمد فتحي في جو من الحصار الأمني، أن الصهاينة المحتلين لفلسطين يسعون إلى احتلال المغرب أيضا، وتخريبه اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، متسائلا بحرقة وسط أفواج من المحتجين “متى أتى الخير من الصهاينة”.

وقال فتحي إن هذا القرار “فرض على الشعب، ولذلك فنحن ضد التطبيع لأنه ضد مصلحة فلسطين، وضد مصلحة المغرب، ونحمل المسؤولية لمن وقع هذا الاتفاق”، منبها إلى أن “البلد يباع ويخرب بموجب هذا الاتفاق”.

وكعادتها، تحركت السلطة عكس إرادة الشعب، فحاصرت ومنعت وقمعت عددا من الوقفات، واعتقلت وضربت وعنّفت الكثير من المغاربة المسالمين، في إصرار -لا يبرر- على خطيئة -لا تغتفر-. فامتدت الهراوات تعنيفا ضد المحتجين على التطبيع في كل من الرباط وأكادير ووزان وزايو وسوق أربعاء الغرب والقصر الكبير، وخلفت إصابات في صفوف المشاركين، كما وصل الأمر إلى اعتقال عدد من تنقلوا للمشاركة في وقفة مدينة أكادير.

طيف الاحتجاج حط بالعاصمة الرباط، ورغم الحصار والمنع البوليسي، فإنها شهدت حضور عدد من الرموز الوطنية المعروفة بدفاعها المستميت عن فلسطين القضية والرافضة لقرار التطبيع ومسلسله الانتهازي، وتنقل الطيف عابرا سماء المغرب مُطلا على عشرات المدن من شمال المغرب وشرقه وغربه وصولا إلى الجنوب، بكل من طنجة، وتطوان، والعرائش، والقصر الكبير، ووجدة، بركان، وتاوريرت، وزايو، والناضور، وكرسيف، وتازة، وفاس، وصفرو، وآزرو، ومكناس، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان، وسيدي يحيى الغرب، وجرف الملحة، وسوق الأربعاء، ووزان، والقنيطرة، والبيضاء، وبن سليمان، والمحمدية، والجديدة، وسيدي بنور، وأبي الجعد، والفقيه بن صالح، وصولا إلى مراكش وبني ملال وأكادير وإنزكان.

شعارات الوفاء زيّنت هذا اليوم الاحتجاجي، وارتفعت عالية في سماء المدن المغربية، معلنة أن “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، و”يا صهيون يا ملعون.. فلسطين في العيون”، و”رفرف يا حمام، رفرف على فلسطين والشعب الحر المقدام..”، و”فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة”، و”فلسطين تقاوم، والأنظمة تساوم”… وغيرها من الشعارات التي أكدت أن الشعب المغربي مع القضية ما يزال. كما أن كلمات إدانة قرار التطبيع الكارثة تردد صداها بقوة كأنه صوت العدالة يسائل المطبعين ويضعهم في زاوية الخيانة والخذلان، ولافتات وتعبيرات وأشكال تزيى بها اليوم الوطني الرابع، مرصّعا محطة جديدة في معركة تحرير فلسطين من الاحتلال، وتحرير القرار السيادي للمغرب من حسابات صاغرة لمطبعين صاغرين.

وقد قال الأستاذ الطيب مضماض، منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، في كلمة مباشرة على قناة الشاهد من الرباط، إن هذا اليوم يأتي لتخليد الحدث المشؤوم الذي وقّعت فيه السلطات المغربية اتفاقا للتطبيع مع العدو الصهيوني، وأكد إن الجبهة المغربية جعلته يوما وطنيا للاحتجاج “وقد خرجت في هذه الأثناء أكثر من 40 مدينة من المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة للاحتجاج، في نفس التوقيت ونفس الشعار ونفس الأهداف، والشعار البارز هو استمرار النضال إلى حين إسقاط اتفاقيتي التطبيع والتعاون العسكري، وهدفنا إسقاط التطبيع وتجريمه”.