في أنوار الربيع المحمدي، وإشراقات شهره السني، أقامت جماعة العدل والإحسان فرع فاس احتفاءها بذكرى الوفاء، ذكرى رحيل مرشدها الإمام المجدد الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله رحمة واسعة وسائر المسلمين، ورفع ذكرهم في أعلى عليين.
بعد تلاوة كريمة من كتاب الله تعالى، كان الاحتفاء مناسبة للوقوف عند ملامح من شخصه الكريم، باعتباره رجلا من رجالات الأمة الأفذاذ، وباعتباره مصحوبا أسس لنواة حركة إسلامية وجسم فاعل داخل الأمة، ثم باعتباره أبا وزوجا وعى جيدا معاني الرفق التي دعا إليها بالمقال، ومارسها في الحال في علاقاته المتنوعة، كل ذلك من خلال مداخلة كريمة لشاهدين من أهله الأستاذ الفاضل عبد الحميد قابوش) زوج كريمته الأستاذة آسية ياسين، والدكتور محمد أتيتش) زوج حفيدته الأستاذة أمينة الشيباني.
تخلل الحفل كلمات الضيوف التي عبرت عن عمق محبتها للأستاذ رحمه الله والتي اعتبرت رحيله رزءا للأمة جمعاء لما أوتيه من علم موصول بالعمل وفهم ناصع وحكمة رفيعة، واعتبرته حيا في سلوكها، حيا في واقعها إذ كان لنا قبلة، كان لنا نبراسا) حسب شهادة الأستاذ الفاضل حسن محب عن حركة التوحيد والإصلاح.
ولما كانت الجماعة قد ارتضت أن تجعل من ذكرى رحيل مرشدها فرصة لإماطة اللثام عن فكره، وما أفنى عمره في التأثيل له، فقد كانت المناسبة ملائمة لتوقيع كتاب الأستاذ الدكتور إدريس مقبول سؤال المعنى في فكر عبد السلام ياسين)، من خلال تقديم للكتاب تفضل به كل من الدكتور عبد الباسط المستعين والأستاذ إدريس اسبيع ليفسحا المجال للدكتور إدريس مقبول للتعريف بالكتاب والإجابة عن أسئلة الحضور.
تفضل بعدها بكلمة جامعة فصيحة رقيقة الأستاذ الدكتور عبد العلي المسؤول عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان ذكر من خلالها بما تستدعيه الذكرى من معاني الاتباع والتصديق والتحقق بما جاء به الرجل رحمه الله وما نظر له وما دعا إليه، منوها بتمرة مجهود الدكتور إدريس مقبول الذي خبره هلالا إلى أن تلألأ بدرا في سماء الفكر والكتابة والتنظير والتعريف بالنظرية المنهاجية المؤسسة على أنوار الوحي كتابا وسنة.
ختم الحفل بالتوجه إلى الله تعالى أن ينزل شآبيب رحمته ورضوانه على فقيد الأمة رحمه الله ورفع ذكره وسائر المسلمين، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير سبحانه وتعالى علوا كبيرا.