وقضى الله بقوله كن أمـــ
ـــرا وفيه حكمه وقضاهُ
مريمُ صلّي قنوتا وقومي
واسجدي لله اركعي من رضاهُ
بشّر الله طهورا اصطفاها
من نساء العالمين نداهُ
بنبيٍّ اسمه عيسى وجيها
ورسولا فيه طهرٌ جلاهُ
يخبر النّاس بمهدٍ وكهلا
بالهدى قد أخبرت شفتاهُ
يخلق الطين كهيئة طيرٍ
يبرئ الأعمى لأمر قضاهُ
وكذا الأبرص يبدو معافىً
في اعتدالٍ جسمه قد بناهُ
وبأمر الله يحيي مواتا
في دماها نضرةٌ ومياهُ
علّمه الله الكتاب بيانا
حكمة منه ووحيٌ تلاهُ
ذاك عبد الله ليس إلها
جلّ ربّي عن شبيهٍ حشاهُ
فتعالى الله عن ولدٍ أو
صاحبٍ ذاك افتراءٌ رماهُ
إن قضى أمرا يقول له كن
فيكون الأمر فيه قضاهُ
فاعبدوا الله ولا تشركوا في
أمره فالشرك ظلمٌ نراهُ
ربّيَ الله وربّكمُ منـــ
ــه جلالٌ وجمالٌ علاهُ
في صراطٍ مستقيمٍ فويلٌ
للذين كفروا إذ أماهوا
روحه من روح ربّي أتاها
مريم العذراء فيها ضياهُ
أحصنت فرجا لها فأتاها
منةٌ منه وفضلٌ كراهُ
وكذا يعطي الإله لعبدٍ
إن تزيّى بخصالٍ مناهُ
يرفع الشأن له مستجيبا
ما دعت في يقينٍ شفاهُ
ظنّ قومٌ أنّ عيسى أصابتْــ
ــه يدٌ بالغدر فيها رَداهُ
لم يمت أو يصلب العبد فيهم
خسر الظنُّ وكان اشتباهُ
لكنه وهمٌ وليس يقينا
قد فدى الله بمثلٍ رِداهُ
رفع الله إليه نبيّا
وحباه منزلا في علاهُ
عوده في آخر العهد يبدو
يقتل الدجّال يمحو شقاهُ
بشّر العبد بأحمدَ فينا
برسولٍ سوف يعلو لواهُ
حنفيٌّ يبعث الحقّ هديا
في الورى بالصدق تنمي رؤاهُ
يختم الله به الدين جمعا
والتئاما للهدى سنراهُ
أمة الهادي أقامت مثالا
بالهدى والعدل يعلو بناهُ
فيه نورٌ واعتدالٌ ورفقٌ
فيه خيرٌ رحمةٌ وتقاهُ
هو للإسلام دينٌ مديدٌ
حنفيٌّ فيه طهرٌ جلاهُ