طنجة تنتفض من أجل غزة: الآلاف يحتشدون تضامنًا مع سفينة “مادلين” وتنديدًا بجرائم الاحتلال

Cover Image for طنجة تنتفض من أجل غزة: الآلاف يحتشدون تضامنًا مع سفينة “مادلين” وتنديدًا بجرائم الاحتلال
نشر بتاريخ

تفاعلاً مع نداء السكرتارية المحلية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، خرج الآلاف من ساكنة طنجة، مساء الثلاثاء 10 يونيو 2025، في وقفة احتجاجية حاشدة بساحة الأمم وسط المدينة، تعبيرًا عن غضبهم من اعتقال الكيان الصهيوني لسفينة الحرية “مادلين”، واستنكارًا لجرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

الوقفة، التي انطلقت عند الساعة السابعة مساءً، تحولت إلى مسيرة جماهيرية ضخمة في اتجاه كورنيش المدينة، عبر شارع يوسف ابن تاشفين ثم طريق ملابطا، لتقف أمام مطعم “ماكدونالدز – طنجة المدينة”، في خطوة رمزية لتجديد الدعوة إلى المقاطعة الشاملة للشركات والمؤسسات الداعمة للكيان الصهيوني، التي تُعد شريكا فعليا في العدوان على الفلسطينيين.

أصوات حرة تهتف لفلسطين

المشاركون رددوا شعارات قوية حملت رسائل دعم غير مشروطة للمقاومة الفلسطينية ولكل المبادرات التي تساندها، من بينها:

  • “من طنجة تحية… لسفينة الحرية”
  • “حيّوا حيّوا مادلين… وقولوها حنا كاملين”
  • “يا مفخرة فلسطين… وأخجلتِ الملايين والأنظمة المطبعين”
  • “وتحيا فلسطين… وتحيا فلسطين”

هذه الشعارات، التي صدحت بها حناجر الآلاف، جاءت كتعبير صادق عن نبض الشارع المغربي، الرافض للتطبيع مع الاحتلال، المتمسك بعدالة القضية الفلسطينية، والداعم لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة والكرامة.

سفينة “مادلين”: رمزٌ يتجاوز البحر

سفينة “مادلين”، التي اعتقلتها بحرية الاحتلال وهي في طريقها نحو كسر الحصار المفروض على غزة، تحولت إلى أيقونة نضالية عالمية، بعد أن جسدت شجاعة الشعوب في كسر جدران الصمت والتواطؤ.

واعتبر المشاركون في المسيرة أن “مادلين” ليست مجرد سفينة، بل موقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا في وجه آلة القمع الصهيونية. وعبروا عن دعمهم اللامحدود لكل المبادرات التضامنية المناهضة للإبادة الجماعية والحصار والتجويع في قطاع غزة.

وتعالت التحايا لمن انتصروا للإنسانية من النشطاء والمناضلين من أجل فك الحصار عن غزة؛ الصامدة رغم كل الجرائم والانتهاكات المتوحشة التي تتعرض لها في عدوان مستمر لأكثر من سنة ونصف على مرأى العالم. كما حيوا كل النشطاء والأحرار المغاربيين من تونس والجزائر وليبيا والمغرب في قافلة الصمود المتوجهة لرفح لنفس الهدف، والتي جددت روابط الإخاء بين الشعوب المغاربية واستعادت تاريخ المنطقة النضالي المشترك ضد الاستعمار ومن أجل التحرر الوطني.

وعند الختم أعربت سائحة فرنسية عن تأثرها الكبير بهذه التظاهرة معتبرة مشاركتها فيها شرفا لها. كما قدم عضو السكرتارية المحلية هشام عدي كلمة تضمنت رسالة مزدوجة: دعم مطلق لأحرار سفينة مادلين، ورفض قاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع كيان عنصري يمارس الإبادة ويخرق كل القيم الإنسانية والقيمية والقانونية.

من طنجة إلى غزة: المقاطعة مقاومة

التحرك الجماهيري اتجه نحو مطعم ماكدونالدز، كإحدى العلامات التجارية التي تقدم الدعم السياسي والمالي للكيان الصهيوني. وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى المقاطعة الاقتصادية باعتبارها سلاحا فعالا في معركة التحرر، كما لم تخل الكلمة الختامية لعضو السكرتارية المحلية من التأكيد على ضرورة مقاطعة البضائع الداعمة للصهيونية.

وأكد المشاركون عزمهم على مواصلة النضال الميداني، وتنظيم المزيد من الأشكال الاحتجاجية في قادم الأيام، إلى حين وقف العدوان ورفع الحصار وعودة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني.

إن ما جرى في طنجة لم يكن مجرد احتجاج، بل تجلٍّ جديد لنبض شعبي مغربي حيّ، يرى في القضية الفلسطينية قضية وطنية بامتياز، ويؤمن بأن الحرية لا تتجزأ، وأن مناصرة المظلومين واجب ديني وأخلاقي لا يخضع لحسابات السياسة ولا منطق التطبيع.