ضمن أنشطة الذكرى الأربعين.. جلسة ماتعة مع مسؤولين ومؤسسين عن منطلقات شبيبة الجماعة ومساراتها

Cover Image for ضمن أنشطة الذكرى الأربعين.. جلسة ماتعة مع مسؤولين ومؤسسين عن منطلقات شبيبة الجماعة ومساراتها
نشر بتاريخ

سلطت شبيبة العدل والإحسان الأضواء على مسيرتها في جلسة شبابية مفتوحة بثتها قناة الشاهد الإلكترونية ليلة أمس الجمعة 10 فبراير 2023، بمشاركة وجوه بصمت تاريخ شبيبة الجماعة منذ بداياتها إلى الآن، معنونة بـ”شبيبة العدل والإحسان؛ منطلقات.. مسارات.. تطلعات“، وهي تأتي في إطار الأنشطة المرتبطة بالذكرى الأربعين لتأسيس جماعة العدل والإحسان.

الجلسة الشبابية التي امتدت لأزيد من ساعتين، وأدار فقراتها عضوا المكتب الوطني للشبيبة، الأستاذ هشام شولادي والأستاذة فرح بونخلة، تناولت ثلاثة محاور رئيسة، تعلق الأول بالأصول والمنطلقات الفكرية والتصورية التي أطرت عمل شباب الجماعة، ومعالم اهتمام الإمام عبد السلام ياسين بالشباب، ورعايته لهم، حيث أكد الأستاذ عبد الصمد فتحي في كلمته، بصفته أحد المسؤولين السابقين عن طلبة العدل والإحسان، أن الإمام في مشروعه الذي كتب فيه ونظر لإحياء هذه الأمة، أدرك أن المنطلقات لن تكون إلا كما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الجيل القرآني الفريد الذي كان الشباب عماده، لذلك أولى المسألة الشبابية أهمية كبرى ونجدها مبثوثة في عدد من كتبه.

وقد حضر هذه الجلسة الأستاذ عبد الحميد قابوش، وهو من المؤسسين للقطاع الطلابي، وقد أدلى بشهادته موضحا الدواعي التي حملت الجماعة إلى تأسيس القطاع الطلابي في تلك المرحلة، وتحدe عن ملامح ما كان عليه الوضع الطلابي في الجامعة قبل تأسيس القطاع، والتحديات والإكراهات التي واجهت هذه التجربة، والرعاية الخاصة التي لقيها من قبل الإمام بعد خروجه من السجن، مشدّدا على أن البدايات كانت على منهج تربوي سلوكي محض وكان بيت الإمام محضنا لها وبمتابعة دقيقة لجزئياتها منه.

أما المحور الثاني فاهتم بسياقات تأسيس قطاع شباب جماعة العدل والإحسان الذي جمع اللجان الشبابية من طلبة وتلاميذ وتنشيط وعمل جمعوي في مؤسسة شبابية واحدة، انطلقت منذ تأسيس الدائرة السياسية، حيث كان الدكتور عمر أمكاسو أول منسق لعمل هذا القطاع. وقد حضر هذه الجلسة وتحدث عن هذه التجربة، فقال: “تشرفت بالإشراف على اللجنة التحضيرية لعمل شباب الجماعة كما كنا نسميهم” موضحا أن العمل الدؤوب الذي كان في مرحلة مجلس التنفيذ وعمل المناشط، توجته اللجنة التحضيرية بعد عدة لقاءات بيوم دراسي سنة 98 قدمت فيه أوراق عن عمل الشبيبة وآفاقها ومكوناتها وبرامجها وضوابطها…

وتحدث عن تجربة تأسيس قطاع الشباب إلى جانب أمكاسو، الأستاذ سعيد المتوكل الذي كان عضوا في أول مكتب، وقد تحدث عن أهمية عمل شباب العدل والإحسان في التأثير الإيجابي على شباب المغرب وأسهموا في ترشيدهم وانتشال عدد منهم من التطرف بالنهل من فكر الإمام رحمة الله عليه، مشيرا إلى المكونات أو الصيغة الجديدة التي أصبحت عليها المؤسسة، وهي الطلبة والتلاميذ واللجنة الفنية والعمل الجمعوي.

من جهته الدكتور منير الجوري بصفته المسؤول السابق للشبيبة، الذي عرفت هذه المؤسسة تجديد هياكلها في مرحلته بدءا من سنة 2011، اعتبر أن تجديد هياكل الشبيبة في هذه السنة الذي تزامن مع البناء الجديد للجماعة يمكن اعتباره مرحلة ثالثة من مراحل بناء الشبيبة، إذا اعتبرنا أن المرحلة الأولى هي ما قبل سنة 98، والمرحلة الثانية ما بعدها.

وأشار الجوري إلى أن هذا البناء الجديد المتجدد له أربعة أبعاد، أولها بناء الإنسان أو بناء الشاب على المستوى التربوي والروحي أو الفكري وتجديد الوعي لديهم، وثانيها بناء المؤسسات وتثبيت معاني الشورى والتداول والديموقراطية الداخلية وعقد اللقاء الوطني السنوي والتصديق على البرامج والتقارير. أما البعد الثالث فهو بناء فعل جديد داخل المجتمع في سياق ما بعد حراك 2011، في حين أن البعد الرابع يكمن في العمل المجتمعي لأن الجماعة حملت قيما جديدة إلى المجتمع من العمل المشترك والتواصل مع الآخر، وتثبيت الحضور القوي بدون عنف، والحضور والمشاركة والاقتراح… وقد واكب كل ذلك وحضر فيه شباب الجماعة كما شاباتها في كل المراحل ولم تغب فيه الأخوات في مرحلة من المراحل كما ذكرت الأستاذة مريم باعلا بصفتها عضوا سابقا بالمكتب الوطني للشبيبة.

أما المحور الثالث فقد ارتبط بواقع العمل الشبابي وآفاقه، وأوضاع الشباب المغاربة، وقد اعتبر الدكتور بوبكر الونخاري الكاتب الحالي للشبيبة أن المعطيات المتوفرة حول واقع الشاب تؤشر عن مدى التردي والانحطاط، ومن ذلك إلى التعليم، الذي تقول عنه المعطيات إن 300 ألف سنويا ترسب منذ سنة 2016، كما أن 30 في المائة من الشباب يعانون من البطالة وهو أمر خطير جدا.

وتابع الونخاري موضحا أن مؤشر الهشاشة وفق تقارير للمجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي تقول إن واحدا من كل ثلاثة شباب يعيشون الهشاشة، وهي كما عرفها هذا المجلس؛ عدم التوفر على شغل مستقر. بينما مستوى انخراط الشباب في المؤسسات السياسية الرسمية لا يتجاوز واحدا في المائة. ولا يقل موضوع الهجرة خطورة عن كل ذلك، حيث إن كل 7 أشخاص من أصل 10 يفكرون في الهجرة، إلى غير ذلك من المؤشرات والمعطيات التي ذكرها المتحدث.

وشارك في هذه الجلسة أيضا مسؤولون حاليون في هياكل الشبيبة، وأعضاء مكتبها الوطني، إلى جانب مسؤولين سابقين ورموز كان لهم أثرهم في إقامة عملها وترسيخه وتطويره وتجديده وتجويده، وهم: أحمد الكتاني وحنان البوحسيني وعبد الغني الخنوسي ومحمد قنجع ومحمد عزمي ومريم بعلا وعبد الرحيم كلي وأسامة أبو ريحان ورضوان خرازي.

وتميزت هذه الجلسة بكلمة مقتضبة للأخوين علي حداوي وبلقاسم التنوري نيابة عن المعتقلين الإثني عشر، كما شهدت فقرة عُرِضت فيها شهادات لرموز شبابية من داخل المغرب ومن خارجه في تقييم تجربة شباب الجماعة، كما عرفت فقرات فنية. فضلا عن تكريم مسؤولين سابقين في هياكل الشبيبة.