شهادةالأخت سارة بن الهاشمي

Cover Image for شهادةالأخت سارة بن الهاشمي
نشر بتاريخ

شهادت الأخت سارة بن الهاشمي

خرجت للتو من بيت جنازة الرجل الكريم، نور يعلو محياه وطيب الأجواء يضفي على المكان خشوعا و رحمة .

كنت أقف مع الحشود المكتظة بالخارج إذ بي أجد من ينادي ” أدخلوها فإنها من أسرته” دخلت لأجد مجمعا آخر من الناس اتبعت خطاهم فولجت غرفة لها بابين، و وفود من الناس تمر لتلقي التحية عليه …….

تدخل الباب الأول و قلبك عاطف على الرجل المتوفى، و تخرج من الآخر و فؤادك خاشع عاطف على نفسك، تقول ” قد هيئ للقاء ربه، فما الذي فعلته أنا”.

لنتحدث قليلا عن الرجل الذي أحياه الله في الذاكرة بعد موته. كنت في البداية متعاطفة مع الجماعة التي تدعو إلى نصرة الحق و نشر الدعوة الإسلامية – بعيدا عن أي فكر متشدد أو متعصب- فكنت أقرأ بين الحين و الآخر بعضا مما ألف، إذ بي أجد نفسي ملهمة بفكره و أدبه و بلاغته في اللغة و جرأته في التعبير عن أفكاره.

“عبد السلام ياسين” رحمه الله و أدخله فسيح جناته المرشد الروحي لجماعة العدل و الإحسان، جاء بفكر متجدد و منفتح يحرر العقول من العبودية و الرق، لكنه لقي من التأييد و النصرة من طرف العلماء المسلمين و المسؤولين غير المغاربة ما لم يجده في بلده من ذوي الشأن السياسي المعارضين لفكره ، فقد رأوا فيه صلاح الأمة التي يخشون صحوتها .

قد توفي المرحوم بعد أن غرس في القلوب المعاني السامية التي جاء بها ديننا الحنيف ، المحبة في الله ، الصحبة الصالحة و تربية النفس.

فهدفه الأول و الأخير كان إنشاء جيل مسلم صالح يصعد بالأمة الإسلامية و ما كان لذلك أن يكون دون التربية الصحيحة المبنية على أسس إسلامية من القرآن و السنة.

كان هذا مما جاد به الخاطر عن جنازة الرجل الكريم “عبد السلام ياسين” تغمده الله برحمته.