شبيبة الجماعة تناقش “مخاطر التطـبيع وتعزيز الوعي الشبابي بمتطلبات المرحلة” مع د. بويبري

Cover Image for شبيبة الجماعة تناقش “مخاطر التطـبيع وتعزيز الوعي الشبابي بمتطلبات المرحلة” مع د. بويبري
نشر بتاريخ

أجرت شبيبة العدل والإحسان لقاء تواصليا مع الدكتور رشدي بويبري، الباحث في التواصل وتحليل الخطاب تخصص الدراسات السياسية والاجتماعية، حول موضوع “مخاطر التطـبيع على الهوية وتعزيز الوعي الشبابي بمتطلبات المرحلة”، وذلك ضمن حملة “صرخة الشباب المغربي: من أجل الوطن.. مع فلسطين وضد الاختراق الصهيوني” التي نظمتها الشبيبة بين 24 أبريل و5 ماي 2025.

اللقاء الذي أداره الإعلامي الدكتور عبد الغني مموح ونشر على الصفحة الرسمية لشبيبة الجماعة، يهدف -وفق تقديمه- إلى تسليط الضوء على مخاطر الاختراق الصهيوني لبلدنا خاصة على مستوى الوعي الشبابي، باعتبار الشباب الركيزة الأساسية للمجتمعات وأيضا لأن هذا الاختراق يستهدف هذه الفئة بشكل أكبر، بغية تغيير عدد من المفاهيم التي تؤمن بها الأجيال الناشئة وتكريس السردية الصهيونية والتوجهات التي يسعون من خلالها إلى السيطرة على الشعوب والبلدان.

الدكتور بويبري ذكّر بداية بكون موضوع التطبيع والاختراق ليس موضوعا جديدا، بل هو موضوع تم الحديث عنه من طرف فئات متعددة من السياسيين والمفكرين والباحثين والدارسين، وأنتجت بصدده عدد من المواد الفكرية والكتب والمقالات والدراسات، وتمت مقاربته من زوايا متعددة؛ سياسية واستراتيجية واقتصادية وثقافية.. “لأننا بصدد مشروع خطير يستهدف هاته المجالات المتعددة التي تقوي النسيج المجتمعي لبلدنا”.

عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان ناقش الموضوع انطلاقا من مجموعة من المحاور، شملت:

– الحديث عن المفهوم، باعتباره مسألة أساسية؛ فهل نحن بصدد تطبيع أم اختراق؟ وما الفرق بين المفهومين؟

– تاريخ العلاقة بين النظام المغربي والكيان الصهيوني؛ هل التطبيع هو لحظة راهنة أم تاريخ راسخ من العلاقات؟

– الفرق بين اختراق الدولة واختراق المجتمع، وهما مستويان مختلفان.

– الأكاذيب التي تأسس عليها هذا الاختراق الذي سمي زورا تطبيعا.

– المخاطر الحقيقية للمشروع الصهيوني على المغرب وعلى الأمة ككل وخاصة على بلدنا.

– تأثير هذا الاختراق على الشباب.

– ثم سبل مواجهة هذا الاختراق الذي هو مسؤولية متعاظمة الآن وهي مسؤولية الجميع.

بويبري وهو يتحدث عن مقاومة الاختراق أكد أنها يجب أن تتم بكل السبل المشروعة وغير العنيفة، عن طريق ما سماه “ذكاء المقاوِم”.

فالمقاومة يجب أن تبدأ أولا، وفق المتحدث، بمعرفة ماذا يستهدف هذا الاختراق في المرحلة الحالية، وهو الوعي، والهمة، والإرادة، ووحدة النسيج المجتمعي المغربي.. كي نعرف كيف نواجهه. وأي جهد يبذل، سواء على المستوى الأكاديمي أو على المستوى المعرفي العلمي أو على المستوى البحثي أو على المستوى الحركي الواقعي أو على المستوى الاقتصادي أو الإعلامي أو غيره، هو جهد مؤثر له نجاعة وقدرة على تقوية مقاومة الاختراق.. وهذا العمل يجب أن يتصدى له الجميع؛ كل حسب مجال اختصاصه.

وضرب بويبري المثل بالجامعات، مبينا أن استهداف الجامعات هو جزء من محاولة اختراق المجتمع لا الدولة، ذلك أن المخترقين وصلوا على صعيد الدولة لأقصى ما يمكن الوصول إليه، وأبواب الاختراق فيها مفتوحة يذهبون حيث يشاؤون. وعبر في هذا الشأن عن أمله أن ترجع الدولة إلى صوابها وتعرف أن هذا مسارا جهنميا خطيرا، لكن اختراق المجتمع يتم من خلال المنابر الأكاديمية والجمعوية والأنشطة المحلية.. وكشف أن هناك جهودا اختراقية غير مسلطة عليها الأضواء، حيث هناك من يذهب إلى الدواوير تحت غطاء فني أو إنساني.. وتمارس هذه الأنشطة الاختراقية في أعماق المجتمع خاصة في هوامشه.

ليعود ويؤكد أنه يجب على كل فرد أن يؤدي دوره، فعندما يكون هناك نشاط تطبيعي يجب أن يكون لنا حضور لإدانة هذا النشاط، وبذل الجهد كي يمنع، وأيضا لتوعية الناس بمخاطر النشاط، لأن إدراك خطورة الأمر هو نصف الطريق، أن نعلم أننا بصدد استعمار جديد سيلغي فينا كل خصوصية؛ السيادة والاستقلالية والخصوصية الثقافية وغيرها.. هذا الإدراك -يقول بويبري- هو الذي سيحرك الناس لكي يحدثوا موجة واسعة من المقاومة داخل المجتمع.

واستحضر بويبري استهداف كثير من الجامعات للناشطين المناهضين للاختراق الصهيوني، كما حدث في أكادير من تحويل طلبة للمجلس التأديبي لمجرد أنهم نظموا نشاطا تضامنيا مع القضية الفلسطينية، معتبرا الأمر “جرأة قبيحة.. في الوقت الذي يفتح الباب للأنشطة الصهيونية في عز أزمة غزة وفلسطين”..

فالمعول عليه إذن هو المقاومة الذكية الناجعة المؤثرة وأن يؤدي كل واحد مسؤوليته؛ يشدد الدكتور بويبري.

اللقاء تطرق لأفكار مهمة وناقش جوانب أساسية في فعل مقاومة الاختراق الصهيوني، لذلك نضعه بين يدي القارئ الكريم كاملا للمشاهدة والاستفادة: