سهام السحر لا تخطئ

ضاقت الأرض بما رحبت لما اشتد الطغيان. وضاقت الأنفس حتى أجهدت لما كثر البهتان. يصدق الكاذب، ويكذب الصادق اختل الميزان. الباطل يصول وبجول والحق يبحث عن رجاله الشجعان، ينادي حماة الحمى ما هذا وقت الغفلة والكسلان!.
” الخير باق في أمتي إلى قيام الساعة” هكذا أخبر المصطفى العدنان. لا تتعذروا بولاة أمور باعوا واشتروا، بغوا وبطروا وخانوا الأوطان.
لهؤلاء قول فصل جاء على لسان امرأة ذات شأن وأي شأن. نفيسة العلم سليلة الحسب والنسب، لها من الله الرضى والرضوان، قالت “ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة. لا سيما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم. اعملوا ما شئتم فإنا إلى الله متظلمون. وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون”.
حكمة مع يقين عدة. والعتاد جهاد النفس لتقف في الأسحار بين يدي رب العالمين. هذا ما ينقصنا يا مسلمين، يا مومنين. هذا ما ترتجف له أوصال الخائنين المستبدين.
ما بقي للمستضعفين في الأرض بعد إعداد القوة المادية والأخذ بأسباب النصر التمكينية إلا سهام السحر النفاذة التي لا توقفها طائرات ولا صواريخ المستكبرين، ولا تخطئ الهدف أبدا. والرد لا يتأخر إن صدقت النية وصدق القصد والطلب من الصالحين. فإلى العدة والعتاد، يا أمة كتب لها النصر رب العباد.