استدعى الدكتور ياسين لحلو، في الحلقة الثالثة من برنامجه “سفينة الروح” في موسمه الثاني، حديث “يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى” ليبني عليه حلقته في الطب النبوي. والسلامى هي عظام أصابع اليد والقدم.
وعلق على الحديث بقوله: في كل صباح يقضيه الله في كتابه إلا وواجب شكر نعمة الصحة يطلب حقه من بني آدم؛ واجب حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم في أذكار أو صلاة للضحى. هذه الفكرة والمقابل – ينبه لحلو – قد يبدوان من الغرابة عند من تربى في حضن الفلسفات الإلحادية التي تعتبر الحياة عبثا والرجوع إلى الخالق الكريم الرحيم مستحيلا، وبالتالي فالجسد مجرد غرائز وشهوات لا قصد من خلقها إلا المتعة الدنيوية التي هي منطلق الحفاظ على الصحة. أما في الإسلام فالحفاظ على الصحة حفاظ على الأمانة التي منحها الله للإنسان ليؤدي بها ما كلف به في هذه الحياة الدنيا من استخلاف وعمارة للأرض. ليردف منوها بمكانة الصحة من الدين الإسلامي “شتان بين نية ونية”، ويذكّر “أن القصد من الاستشفاء له أثر على المرض في حالة وجوده أو على الصحة عموما في حال الوقاية والاستقواء”.
بالإضافة إلى النية، يسترسل لحلو: وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دواء آخر يجب أن يصاحب كل البرامج العلاجية؛ ألا وهو الصدقة؛ وقد تكون ذكرا أو غير ذلك كما جاء في قاموس المعاني. قال اللغوي: الصدقة من الأصل صدق والتي تدل على القوة في الشيء، وفي الاصطلاح هي الأعطية التي يبتغى بها المثوبة من الله. ما جاء من أذكار ليست مجرد لقلقة لسان، ولكن عند التفكر فيها قليلا تجمع معاني: التسليم والتفويض والرضا بقضاء الله وعطائه أيا كان.