سترحلون إنها أمانة وإنها خزي وندامة

Cover Image for سترحلون إنها أمانة وإنها خزي وندامة
نشر بتاريخ

أبت سنة الله في الأرض إلا أن تعطينا دروسا بليغة أن لكل بداية نهاية، ونهاية الإنسان الذي استخلفه الله عز وجل في الأرض وقال عنه في كتابه العزيز الذي هو الدستور الإلهي الوحيد الممنوح حقا للإنسان:إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا 1 .

إنها المسؤولية الثقيلة والأمانة العظمى، حملها الإنسان بداية ويعلم حتما كيف ستكون النهاية إن لم يحقق عدلها .

عدلها أن يعطي لكل ذي حق حقه، وإذ الحقوق منزوعة مهضومة فيا لها من أمانة أيها الإنسان الذي استخلفك الله عليها. ماذا تقول أيها الإنسان الذي نصبت نفسك ملكا للملوك

وحاكما وقاضيا. واستخلفت نفسك بزور وبهتان وإرث ثقيل. ماذا تقول غدا لملك الملوك حقا، ماذا تقول غدا لرب العزة والجبروت ولرب الملك والملكوت: غلطوني _ كذبوني _ فهمت متأخرا.

إنها الأمانة العظمى أيها المستبدون الطغاة تسلطتم عليها في الأرض وغدا سترحلون إلى رب عادل يعطي لكل ذي حق حقه. لا يعرف الظلم وهو الذي قال في الحديث القدسي:“قل يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما”.

ماذا تقولون غدا ولم تأخذوا العبرة اليوم، وأنتم متمسكون بكراسيكم الوثيرة ولا ترون إلا ما تحبون، صم بكم عمي عن الحق لاهون .

هل تظنون أنكم الرابحون لا ورب الكعبة إنكم الخاسرون. خسرتم أنفسكم وخسرتم حب العباد ورب العباد خسرتكم دنياكم وخسرتم أخراكم وسترحلون إلى عالم الغيب والشهادة وينبئكم بما كنتم تعملون سرا وعلانية. ماذا ستقولون ويحكم …

لن ينفعكم عند ربكم ما تسرقون وتكنزون وستعلمون بعد فوات الأوان أنه لا فائدة ترجى من ذلك. لم تنفعكم النصائح الموقنة بموعود الله ولا إشفاق الصادقين عليكم من مصير محتوم. ويحكم هبوا من سباتكم. يا من تظنون أنفسكم امتلكتم رقاب العباد وحتما لن تملكوا أمر آخرتهم التي هي في القلوب المعلقة بالسماء.

أزف رحيلكم ولن تغيروا مجرى التاريخ كما تزعمون. فالخير آت وإما النصر أو الشهادة وكلاهما خير ونصر. جنة وجنان وفردوس أعلى.

فسترحلون وإنها الأمانة

سيسجل التاريخ في صفحاته أنكم سترحلون وإلى يوم يبعثون.

سيسجل التاريخ ما صنعت أيديكم بالعباد.

سيسجل التاريخ الأمانة التي استخلفتم أنفسكم عليها وأنتم الضعفاء.

وسيسجل التاريخ طغيانكم وجبروتكم .

لن يذكركم أحد إلا بالاستهزاء. يا من تسلطتم على رقاب العباد من غير اختيار ولا مشورة .

وسترحلون وتعرض أعمالكم في يوم مثقال الخير والشر فيه الذرة.


[1] الأحزاب آية 73