زهرة.. حكاية طفولة مغتصبة

Cover Image for زهرة.. حكاية طفولة مغتصبة
نشر بتاريخ

انتهت العطلة الصيفية، وعادت حليمة وابنيها أحمد ومحمد إلى بيتهم بمدينة الدار البيضاء بعد قضاء مدة في إحدى المدن الساحلية المعروفة. لكن قبل الوصول إلى البيت، توقفت السيارة أمام بيت بسيط بإحدى المناطق المجاورة، إنه المكان المتفق عليه مع أهل زهرة؛  الخادمة الجديدة.

وقفت زهرة مع أمها واثنتين من أخواتها الصغيرات؛ تبدو عليهن مظاهر البراءة الممتزجة مع البؤس. خرجت السيدة من سيارتها فاقتربت منها أم زهرة منحنية الظهر شاحبة الوجه لتقول كلمة واحدة: “اتهلا”. ركبت زهرة في السيارة وعينيها مليئتين بالخوف، بالكاد تحبس دموعها، هي لحظة وداع العائلة والانطلاق نحو حياة جديدة ما تزال غامضة المآل.

“انهضي كي لا نتأخر عن موعد المدرسة”، صرخت حليمة في السابعة والنصف صباحا من اليوم الأول للعام الدراسي. نهضت زهرة مفزوعة لتحضر طعام الفطور، وها هي تتسابق مع الصغيرين من ركن إلى آخر تحمل ملابسهما، لتصطحبهما إلى المدرسة حاملة محفظتيهما الجديدتين.

وصل الجميع إلى المدرسة، فوقفت الأم تتكلم مع المديرة أمام الباب، والآباء والأمهات جميعا اصطحبوا أبناءهم في فرح وسرور. وبدأت الفتاة الصغيرة تسترق النظرات إلى كراسي القسم التي غادرتها مرغمة  منذ المستوى الابتدائي لتتحول من تلميذة مجتهدة إلى مساعدة من بيت إلى بيت.

زهرة تتوق هي أيضا لتتابع دراستها بعدما نالت شهادة الابتدائية بامتياز، لكن الأمر مستحيل في دوارهم، حيث الذهاب إلى الإعدادية يبقى حكرا على العنصر الذكري ومحرما على البنات، ذلك أن موقع المدرسة بعيد بحوالي 20 كلم والمبيت فيه غير آمن، فلا مأوى للطالبات اللاتي تعرض بعضهن للاعتداءات الجنسية والجسدية في سبيل العلم.

#_التعليم_حق_للفتاة_القروية