رمضان موسم الفوز بالله.. الداعية المعتقل باعسو يحثنا على الاغتنام

Cover Image for رمضان موسم الفوز بالله.. الداعية المعتقل باعسو يحثنا على الاغتنام
نشر بتاريخ

أعادت قناة الشاهد الإلكترونية نشر شريط سابق للمعتقل السياسي الدكتور محمد باعسو، وهو بعيد عن قضبان السجون، يحض فيه على الإقبال على الله تعالى في هذا الشهر العظيم شهر رمضان المبارك.

وأكد باعسو في هذا الشريط أن الإنسان في سيره إلى الله سبحانه وتعالى تتاح له فرص، ويمنحه الله عز وجل مواسم وأوقات خاصة، موضحا أن هذه المواسم يعطيها الله سبحانه الكريم لكي يعيد العبد تجديد سيره لربه الكريم، ويعيد ترتيب أموره معه سبحانه، ويغتنم هذه الفرصة وهذه النعم التي أعطاه إياها المولى سبحانه، ولعل من أهم المواسم التي أعطاها ربنا عز وجل لأمة سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم موسم رمضان، فيه تتاح فرصة تجديد السير إلى الله تبارك وتعالى، فيه فرصة للوقوف مع الذات، فيه فرصة لكي يضاعف الإنسان من الأعمال الصالحات.

وأضاف المتحدث بأن سيدنا وحبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم بيّن لنا في حديث فضل هذا الشهر العظيم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “أتاكم رمضان شهر بركة“، أي يبارك فيه ربنا عز وجل في الوقت والعمل والعمر، وفي كل كبيرة وصغيرة يجعل فيها سبحانه البركة، “يغاشكم الله فيه” يغشانا برحمته وبفضله وبعطائه، ويغشانا بمننه التي لا تعد ولا تحصى.

ومن بين هذه النعم التي يغشانا بها الله عز وجل، ويخبرنا بها في هذا الحديث، نزول الرحمة وحطّ الخطايا، ولعله في حديث آخر يقول: “أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار“، ينزل الله عز وجل الرحمة في هذا الشهر المبارك، ويحط الله تبارك وتعالى الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، فدعاء المؤمن مستجاب وخصوصا في شهر رمضان، ففي الحديث “للصائم دعوة عند إفطاره” دعوة لا ترد يستجيبها الله لهذا العبد المؤمن، ثم في الحديث “ينظر الله تعالى لتنافسكم فيه” فهو شهر التنافس، وشهر التسابق في الخيرات، وشهر الازدحام على باب الله تبارك وتعالى، “ويباهي بكم ملائكته” أي أن الله تعالى عز وجل يفتخر بنا أمام ملائكته، ويفرح سبحانه بعملنا.

وتساءل الدكتور باعسو عن “ما المطلوب إذا في هذا الشهر المبارك؟” مجيبا أن ذلك في الحديث “فأروا الله من أنفسكم خيرا“، يعني في هذا الموسم وهذه الفرصة والمناسبة العظيمة التي تتاح للإنسان المسلم وأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المطلوب أن يبادر الإنسان بأعمال الخير الكثيرة، فيبادر بالعمل الصالح، “فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل” فمن الشقي إذن؟ هو المحروم من فضل الله وعطائه وكرمه.

وتابع المتحدث مؤكدا بأن هذا شهر الغفران، شهر الصبر، شهر الطاعات، شهر التهمم بآلام المساكين، فالإنسان حينما يجوع وحينما يصوم يتهمم بأولئك الناس المساكين الذين لا يجدون طيلة السنة ما يسدون به رمقهم، ولا يجدون شيئا من شدة الفقر والحاجة، فنحن نعيش جزءا مما يعيشونه طوال السنة، وفي هذا السلوك مدعاة إلى الإنفاق والإشفاق والرحمة. وهو شهر التدريب على فضائل الأخلاق، يتدرب الإنسان كي يمسك لسانه ويتحكم في جوارحه، يتدرب الإنسان ليصبح ذاكرا لله ويتوجه بقلبه لله عز وجل، ويستحضر أن الله معه ويراه ويراقبه، فينقي ويصفي جوارحه، لتكون أهلا لعطاء الله وأهلا لمدده.

وهذا الشهر المبارك بالنسبة لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو شهر الانتصارات، لعل أول انتصار هو الانتصار على هذه النفس الأمارة بالسوء، التي تجر الإنسان للمهالك وللأمور القبيحة، هذه النفس التي تتآمر مع الشيطان لكي يبعدوا الإنسان عن طريق الله تبارك وتعالى، فحينما ينتصر الإنسان عليها بالصيام يصبح هذا الإنسان أهلا لأن ينصره الله عز وجل في باقي أموره، فأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تاريخها حافلا بالانتصارات، لعل غزوة بدر وفتح مكة كانا في شهر رمضان، ولعل فتح الأندلس على يد طارق بن زياد رضي الله عنه كان في شهر رمضان، ولعل تحرير فلسطين على يد صلاح الدين الأيوبي في الحروب الصليبية كان في شهر رمضان، ولعل انتصار المسلمين على التتار في عين جالوت كان في شهر رمضان، والكثير الكثير من الانتصارات.

وختم المعتقل السياسي فرج الله كربته بالدعوة إلى أن نستبشر خيرا بهذا الفضل وبهذا العطاء وبهذه الهبة الربانية، ولنغتنم هذه الفرصة ولنقبل على الله، فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.