رسالة مفتوحة إلى شباب الأمة

Cover Image for رسالة مفتوحة إلى شباب الأمة
نشر بتاريخ

 

إخوتي الأفاضل أخواتي الفضليات:

سلامي إليكم والديار بعيدة ** وإني عن الوصول إليكم لعاجز

وهذا كتابي ينوب عني وفي ** عدم المـــاء التيمم جــــــــائز

في ليلة من ليالي اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، معطرة بذكر الله تعالى وحفظ كتابه سبحانه وتعالى، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، هام الفؤاد أحبتي وأخذني الشوق إليكم لأجد نفسي مدفوعا إلى الكتابة إليكم، أبث أشجاني عبر قلمي وخيالكم ملء فؤادي. فمرمى هذه الكتابة وغايتها أنها بعض الوفاء للمحبة التي ربطت بين قلوبنا باعتبارنا شبابا تعقد عليهم الأمة آمالها، وأنها تروم إزالة الغموض عن بعض العيون الغمصة الرمسة. ثم هي تواص بالخير حتى يحصل فينا الاستثناء القرآني بعد قسم الله عز وجل على أن الإنسان لفي خسر. وهذا دأب الصالحين على مر الزمان. وعلى سبيل المثال لا الحصر: الفضيل بن عياض وعبد الله بن المبارك رحمة الله عليهما كانا صديقين كريمين تحابا في الله واجتمعا عليه، الأول كان زاهدا في الدنيا ومتاعها ويضرب به المثل في ذلك، حتى لقب بعابد الحرمين، والثاني كان فارسا مجاهدا مغوارا، وكانا رحمة الله عليهما يتراسلان ويتناصحان. كتب الفضيل لابن المبارك يحثه على التفرغ للعبادة والزهد في الدنيا، فأجابه شعرا:

يا عـــابد الحرمين لو أبصرتنا ** لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه ** فنحورنــــا بدمـــائنا تتخضـب

مثال آخر للإمام الشافعي رحمه الله، والذي تسير بذكر حكمه الركبان، فضلا عن مذهبه الفقهي المتميز، كان رحمه الله يكتب ويراسل الإمام أحمد ابن حنبل رحمة الله عليه، خاصة لما ابتلي هذا الأخير بالسجن والتعذيب خلال فتنة “خلق القرآن” في عهد المأمون العباسي، فكتب إليه الإمام الشافعي يواسيه ويحثه على الصبر والثبات على الحق، فلما قرأ الإمام أحمد الرسالة ذرفت عيناه، وسارت الدموع تتلمس مسارها على الخدين شوقا وحنينا، وخلع ثوبه الذي يلي جسده وأمر الرسول أن يعود به للشافعي.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** إذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المجامعُ

أخي الكريم، أختي الفاضلة، هذه همساتي إليكم في حديث قلب، فهل سمعتم في يوم من الأيام أو حتى في عالم الأحلام عن قلب يتكلم؟ نعم إنه قلب المحب يتكلم ويتألم، فهذا حديث قلب من محب لأحبته، داع الله تعالى أن تصل كلماته إلى شغاف القلوب وتغوص في أعماق الروح، فإن في قلبه شفقة مليئة بالحب لكم، وفي صدره حرقة يدفعها النصح لكم ولوعة ليدلكم على ما هو به فرح سعيد في لقاء مكتوب يعبر عنه القلم ببيان وحس مرهف، يكتب إليكم مخاطبا فطرتكم الخيرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، يكتب إليكم ليستنهض هممكم لحث الخطى للحاق بركب الرجال.

ألا وإن غاية كل إنسان على وجه الأرض هي السعادة، مهما اختلفت المشارب، وتنوعت المذاهب، وتباينت التوجهات، فهذا يلتمسها وراء جمع المال وبناء الدور، فيدرك في نهاية المطاف أن أمواله لذوي الميراث يجمعها ودوره لخراب الدهر يبنيها، وآخر يلتمسها وراء الفسق والمجون والمخدرات، فيجد نفسه يتردى في المستشفيات والمصحات النفسية… موتى هم أكثر من على الأرض، وعلى رشحة من الحياة هو المؤمن، والسعيد حق السعادة هو العارف بالله، ويا خسارة من خرج من الدنيا وليس له من الله حظ ولا نصيب ولا علم ولا هدى ولا كتاب منير. فمن مات ولم يعرف الله ولم يفز بالله فلا نهاية لحسرته… من عرف الله تعالى فماذا جهل؟ ومن جهل الله تعالى فماذا عرف؟

علامة السعداء ثلاث: التمسك بسنة النبي المختار، والصحبة مع الأولياء الأخيار، والحياء من الملك الجبار[1].

هل سبق لك أن جلست بمفردك مع نفسك وأنت تغوص في أعماق الذات، متأملا في ماهية هذه الحياة الدنيا وفي وجه الحقيقة منها؟ أي معنى للحياة إن كانت حياتا دوابية: أكل وشرب ثم نخلف وراءنا خلفا يحيى هكذا؟ أيعقل أن ينحصر معنى وجود الإنسان وغايته في أن يكون علبة للأكل والإفراز وآلة للاستهلاك والإنتاج؟ ماذا عن الآخرة؟ وما أعددت لما بعد الموت؟

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، وعجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، وعجبت لمن أيقن بالدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل”[2].

 يقول الإمام الحسن البصري رحمة الله عليه: “السكين تشحذ، والنار توقد، والقدور تغلي، والكبش يعتلف”. من كانت تنتظره سكين تشحذ وقدور تغلي هل يتطيب له النوم أو يسيغ طعاما!؟

هذه الدنيا ما خلقت للهو ومتاع وإنما هي منزلة عبور لدار الخلود.

إن لله عبادا فطنــــــــــــا ** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علمــــوا ** أنها ليست لحي وطنــــا

جعلوها لجة واتخــــــذوا ** صالح الأعمال فيها سفنا

هل لك حاجة مع الله تعالى حتى تكون من السعداء؟ والحاجة إلى الله شعلة تنقدح في القلب بمجالسة الصالحين في مجالس الإيمان، حتى يستقر في القلب زوال الدنيا والتطلع للآخرة، ثم بطلب وجه الله تعالى وما عند الله، فلا يقر لك قرار ولا يطمئن لك جنان حتى تتنسم حلاوة الإيمان ونفحات الإحسان، يقول ابن القيم[3] رحمه الله: “إن في القلب لشعتا لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته عز وجل، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون الله تعالى هو وحده المطلوب”.

ولن يكون لك هذا إلا إذا كان لك استعداد للتغيير وهمة سامية؛ تصَفَّح سيَر عظماء التاريخ وانظر استعدادهم الدائم لتغيير نمط حياتهم رأسا على عقب. فهذا الفضيل بن عياض رحمه الله كان من قاطع طريق، لكن كانت له شخصية عظيمة واستعداد للتغيير بإرادة جامحة، كان ذات ليلة يتسلق جدارا ليسرق بيتا فسمع رجلا يقرأ آي القرآن: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، فقال رحمة الله عليه قولته الشهيرة التي سطرها لنا التاريخ بمداد من ذهب: “بلى يا رب قد آن الأوان”، فكانت المنطلق والبداية نحو مسار جديد أفرز عالما فذا ما زالت الأمة تفتخر به إلى يومنا هذا.

وهذا إبراهيم بن أدهم رحمه الله، كانت له في أول حياته رقة في التدين، وكان يهوى صيد الأرانب، لكن هو الآخر كانت له شخصية لا تقل عن عظمة الفضيل بن عياض، ففي يوم من أيام الصيد سمع صوتا يقول له: “ما لهذا خلقت يا إبراهيم”، فكانت نقطة الانطلاق للتغيير الإيجابي وسعيا حثيتا للحاق بركب الرجال.

الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله، وهو الذي اعتلى مناصب التتويج والسمو كموظف سام في وزارة التربية الوطنية من رجل تعليم إلى خبير في التربية، مرورا بمسؤولية تخريج المعلمين إلى رئاسة إدارة مركز تكوين المفتشين، لكنه زهد في كل ذلك، ولما رأى الظلم طغى والفساد تفشى في البلاد بعث رسالته الشهيرة “الإسلام أو الطوفان”[4] ناصحا إلى الملك الراحل بأن يتبنى المشروع الإسلامي ويحكم شرع الله، وأن يتوب إلى الله ويرد المظالم إلى أهلها ويقتفي أثر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فما كان رد الملك سوى السجن، دون أن ينال ذلك من عزمه لما تبين له الحق، بل سعى بعد خروجه من السجن إلى جمع العلماء وتوحيد العمل الإسلامي، لكنها تجربة هي الأخرى باءت بالفشل، ولأن الرجل يعرف ما يريد هان عليه ما وجد، فأخد يبحث عن منافذ أخرى ليبلغ للناس ما اهتدى إليه. فأسس الجماعة التي رفعت فيما بعد شعار “العدل والإحسان”، وهو شعار يلخص مشروعها المجتمعي، الحكم بالعدل بين الناس ثم تهييئ الظروف المناسبة ليعرف الناس ربهم ويعبدوه حق العبودة، وذلك هو الإحسان، فأعاد النظام الحاكم الكرة مرات عديدة، بالسجن والتضييق في الأرزاق على حملة المشروع، إلى أن فرضت الإقامة الجبرية على الأستاذ المربي رحمه الله لمدة عشر سنوات، وليربط السابق باللاحق ثباتا على مواقفه ومبادئه، بعث برسالة أخرى إلى الملك الحالي بعنوان “مذكرة إلى من يهمه الأمر”[5]

صدق الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه الذي ابتلي هو الآخر بالسجن والتعذيب، فقال قولته الشهيرة: “جنتي وبستاني بصدري، سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة، فماذا عسى أعدائي أن يفعلوا بي”.

إخوتي الأفاضل، أيها الشرفاء التواقون لغد أفضل، مغرب الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، أيتها الطاقات الواعدة التي لم تجد مجالا لتعبر عن ذاتها، في حين نجد صناع القرار عندنا لا يتوانون في نشر كل رذيلة واجتثاث كل فضيلة، فأصبح البلد يتخبط في حضيض التخلف، حيت العجز والبطالة، شعب كالأيتام في مأدبة اللئام، الفقر فاحش والحاجة ضاغطة. في حين تبقى ثروة البلد مرصودة لخدمة المستكبرين وحلفائهم. طبقة مستكبرة، تكون شبكة مسيطرة على الاقتصاد والسياسة والحكم، مستأثرة من دون الشعب بالثروة، مسخرةً طاقات الدولة لمصالحها ومصالح أبنائها، بينما أبناء الشعب يعانون الفاقة وقلة ذات اليد، في الوقت الدي ترصد فيه الأموال الطائلة للمهرج والمغنية والفساق، مسارح ومهرجانات لعرض البلاء ميزانية ضخمة لتلفزيون العهارة.

وكل هذا يضيع ثروات ويوسع شبكة الفساد ويخلف في النفوس عادات وأمراضا وكتلا بشرية أمام شبح البطالة في صراع من أجل البقاء.

لذا وجب علينا أن نحمل هم التغيير، ونكون نبراسا يهتدي به الناس. لقد ظن النظام المخزني أننا لا نفهم السياسة، ويروج لعزوفنا عن ممارستها، وأننا نجهل حقوقنا ولا نستطيع المطالبة بها، يظنون أننا مجرد تافهين تلهيهم مباريات ودردشات تافهة، وقد مارسوا علينا كل أساليب الإقصاء والتهميش. وعلينا أن نبرهن أن المغرب جدير بنا، وأن لنا كامل الحق في أن نحيى بكرامة في هذا البلد. ولن يتأتى لنا هذا إلا إذا انخرطنا في فعل مجتمعي منظم. أخي كن رجلا يأتي الناس من بعدك فيذكرون من مرَّ من هنا من الرجال وما خلفوا من آثار. وليكن لكم رأي وموقف من السياسة المخزنية وما يؤول إليه البلد. سئل العقاد كيف بلغت إلى هذا المستوى الفكري؟ فأجاب أن له مبدأ في الحياة بأن يكون له رأي في كل قضية ومسألة. ممارسة السياسة لا تعني بالضرورة أن نكون طرفا في المسرحية الهزيلة الإخراج بالمقاس المخزني، بل المهم أن يكون لنا فعل مؤثر في صناعة القرار بشكل أو بآخر، أسسوا الجمعيات والأندية، وانخرطوا في العمل الجمعوي والأعمال الخيرية، أو في أي تنظيم يحمل هم التغيير بصدق وهمّة ولكم ثقة في قياداته. لعلك تسألني من أصحب؟ في أي درب أسير؟ ومع أي سرب؟ وعلى أي بساط أقف؟ أقول لكما أخي الكريم أختي الفاضلة، يكون هذا أولا بمطالعة وقراءة التوجه الفكري من خلال الكتب والمصادر التي تؤسس للمشروع التغييري لهذا التنظيم أو ذاك الذي تود الالتحاق به، ثم توجه إلى الله واستخر الله في أن يهديك سبل الرشاد.

أي الرجال تراك يا خليل الصفا ** أعليك معتمد ليوم نزال[6]

يــــوم الكريهة إذ يرفرف فوقنا ** نصر الإلـــه ومحكم الآجـال

نبغي الشهـادة إذ تراق دمائنا ** أو نستعيد كـــرامة الأجيال

وهنا أحبتي الأفاضل أدلكم على ما أنا به فرح سعيد في جماعة العدل والاحسان، جماعة دعوة وتربية لها مشروع مجتمعي حضاري يمتح من مشكاة النبوة، مشروع نسقي متكامل أساسه التربية بتصور منهاجي من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع فهم سليم للواقع واستشراف للمستقبل، استشراف يوازن بين كفتي اليقين في موعود الله سبحانه والعمل الجهادي الحثيث الخطى، سائلين المولى عز وجل أن ينزل قدره على أيدينا. أي شرف أعظم من هذا، أن يجمع المرء بين الحسنيين، بين الخلاص الفردي والخلاص الجماعي، النجاة بخويصة النفس، واللحاق بركب الرجال، ثم المساهمة في إحياء أمة النبي صلى الله عليه وسلم.

منزلة وأي منزلة، منزلة عظمى لمن نالها وسعى لها سعيها، منزلة لن يتأتى بلوغها للأنفس الضعيفة.

هم القوم لا تلهيهــــم عن مليكهـم ** تعـــاليل دنيا بالغـــــرور تــــــدور

يضيئ ظلام الليل حسن وُجُوههـم ** فهم في الليالي المظلمات بدور

يحز في نفسي عندما أجد شابا يتخذ موقفا سلبيا من كتاب وهو لم يقرأه، ويتخذ موقفه بناء على رأي يروج عن الكاتب، أو القضية التي كتب عنها، فكيف بمن يتخذ موقفا سلبيا من مشروع حضاري من حجم مشروع العدل والإحسان، مشروع تؤسس له العشرات من الكتب والمجلدات. رجاء إخوتي الأفاضل، لا أريد منكم جزاء ولا شكورا، ولكني أريد منكم أن تتجردوا من ذواتكم وتحترموا عقولكم التي وهبكم الله تعالى، رجاء ابنوا مواقفكم على أساس منطقي بعد المطالعة والدراية والإحاطة بتفاصيل القضية، ولا تعطي الفرصة لأحد آخر يتخذ الموقف بدلا عنك، كثير من الشباب في حواراتي معهم سرعان ما يجنح إلى الأحكام الجاهزة، وهي الثنائيات المتناقضة حلال/حرام، بدعة/سنة، يجوز/لا يجوز، ثم يستشهد ببعض الأفكار المستهلكة لعمر أو زيد، وبغض النظر عمن يكون هؤلاء الرجال المُستشهدُ بهم، وتوجههم الفكري والمدرسة التي ينتسبون إليها، واجتهاداتهم المرتبطة بتواجدهم الزماني والمكاني، لكن أين أنت؟ ما رأيك أنت؟ وبناء على ماذا ستتخذ موقفك؟ أخي الحبيب إنك لا تعرف الحق إلا بالرجال والأصل أن تسمو الهمة لمعرفة الحق، ثم معرفة الرجال بالحق وموافقتهم للحق وثباتهم على الحق. كونوا عقلاء يرحمكم الله.

في مجتمعنا المعاصر توجد الكثير من العلوم والمعارف، لكن تغيب الحكمة وتحل محلها الفتنة، توجد الكثير من العلاقات الاجتماعية، لكن تغيب المحبة وتحل محلها الكراهية والأنانية. توجد الكثير من وسائل الترفيه، لكن تغيب السعادة ويحل محلها الشقاء والعناء. لله الحمد والمنة عافانا الله تعالى في الجماعة المباركة من كل ما يَسلب، ورزقنا محبة تفدى بنفيس المهج، وعلما نافعا يتدفق حكمة في إطار مشروع تغييري لنيل سعادة الدنيا والآخرة. اللهم أحينا سعداء وأمتنا سعداء واحشرنا مع السعداء.

وإن من أهم ما نتعلمه في العدل والإحسان حب الله ورسوله مع الإكثار من ذكر الله بالأذكار المشروعة المسنونة، ثم الحب في الله لا لمصلحة ولا لمنفعة بل حبا لله خالصا لوجهه الكريم، ونسلي النفس عبر أثير الروح بالدعاء والتبتل، وما تسنح الفرصة باللقاء إلا وتتداعى خيوط الذكرى، فيدفعنا دافع الشوق للتلاقي… ولك أن تتخيل لقاء المحبين بعد الفراق. فما أحوج الناس للحب في الله بل ما أحوج الناس اليوم لتعلم الحب وبذل الحب. ألا وإن كل ما يتخبط فيه المجتمع من مشاكل واضطرابات يعزى إلى غياب آصرة المحبة وفقدانها بين الناس، ولو ساد الحب بين الناس لاستغنينا عن المحاكم والسجون. ونجتهد ونتعاون على طاعة الله من خلال مجالس الذكر والنصيحة وقيام الليل، وصيام الأيام الفاضلة وحضور الرباطات الإيمانية والاعتكافات الرمضانية، وغيرها من أعمال الخير والبر.

لا يستوي من بعهد الله قد صـدقوا ** ومن جوانحهم بالغدر تصطفق

لا يستوي القاعدون الناعمون ومن ** بهم أمتهم يذكيـــــــهم الأرق

لا يستوي الصـدق والبرهان يثبتـه ** مع النفاق على حافاته الملق

 

[1] – الإمام الرفاعي، حالة أهل الحقيقة مع الله.

[2] – رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي ذر الغفاري.

[3] – عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.

[4] – “الإسلام أو الطوفان” وهي في 114 صفحة بعثها الأستاذ عبد السلام ياسين إلى الملك الحسن الثاني سنة 1974.

[5] – “مذكرة إلى من يهمه الأمر” بعثها الأستاذ عبد السلام ياسين إلى الملك محمد السادس سمة 2000 لما تولى الحكم.

[6] – عبد السلام ياسين، ديوان: شذرات.