رحيل شيخ المحققين المغاربة عبد الله المرابط الترغي

Cover Image for رحيل شيخ المحققين المغاربة عبد الله المرابط الترغي
نشر بتاريخ

انتقل إلى عفو الله ورحمته شيخ المحققين المغاربة العلامة عبد الله المرابط الترغي عن سن يناهز 71 سنة، يوم السبت 6 يونيو 2015 بمدينة طنجة.

ازداد داخل أسوار مدينة تطوان العتيقة سنة 1944، ونشأ في كنف أسرة اشتهرت بحب العلم والاهتمام بالتراث العربي الإسلامي. ألحقه والده العلامة محمد المرابط الترغي ب (المسيد) لحفظ القرآن الكريم قبل أن يتابع دراسته الابتدائية والثانوية بالمعهد الأصيل في تطوان. وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، تخصص آداب، التحق بكلية آداب فاس، وحصل منها على الإجازة في شعبة اللغة العربية وآدابها سنة 1968، ثم نال في السنة نفسها شهادة الكفاءة العليا في التربية من المدرسة العليا للأساتذة.

انتظم في سلك التدريس بمدينة طنجة، وقضى 15 عاما أستاذا للتعليم الثانوي، وأستاذا بالمركز الجهوي لتكوين أساتذة السلك الأول في المدينة نفسها، لم تمنعه واجباته المهنية من متابعة تحصيله العلمي حيث نال دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب بفاس سنة 1987، عين على إثرها أستاذا مساعدا بكلية آداب تطوان، ثم ترقى إلى أستاذ للتعليم العالي بعد مناقشة أطروحته لنيل دكتوراه الدولة.

اختار منذ البداية توجهه المحوري نحو الأدبين المغربي والأندلسي، حيث خصص جهوده لتحقيق أمهات الكتب المغربية، وإنجاز دراسات قيمة حول أعلام هذا الأدب، وفق منهجية ممتازة في البحث العلمي، مما أهله ليكون مرجعا أساسيا، لا غنى عنه في هذا المضمار. كما تقلد عدة مهام إدارية وعلمية وبيداغوجية، منها: رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية آداب تطوان، عضو مجلسي الكلية والجامعة، عضو اللجنة العلمية بالكلية، رئيس وحدتي البحث والتكوين في تحضير الدكتوراة ودبلوم الدراسات العليا المعمقة، عضو في عدد من لجان الإصلاح الجامعي، رئيس ملتقى الدراسات المغربية الأندلسية.

أشرف على أكثر من 40 بحثا، ما بين رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا. وأطروحة لنيل الدكتوراه، ودكتوراه الدول. كما شارك في أكثر من 60 لجنة لمناقشة الأطاريح والرسائل في جامعات مغربية عديدة.

وقد خلف العلامة عبد الله المرابط الترغي حصادا فكريا مهما وإنتاجا أدبيا غزيرا، يتجاوز الـ100 مؤلف؛ ومن الكتب التي ألفها أو حققها رحمه الله “أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي ومؤلفاته” (1986)، و”أعلام مالقة” (1999)، و”أعمال السوسيين في كتابة الفهرسة: لائحة بيبليوغرافية” (2002)، و”ابن الخطيب في كتابة الترجمة” (1987)، و”الرحلة الفهرسية نموذج للتواصل داخل العالم الإسلامي: رحلة أبي سالم العياشي ماء الموائد نموذجا”(2004)، و”الشروح الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية، العصر الأول: دراسة في الأنماط والاتجاهات” (2005)، و”ذكريات الجهاد على عهد الدولة العلوية: فتح طنجة عام 1095.. هجرية في التاريخ والأدب” (2000)، و”ظاهرة الاقتباس وقضايا الصناعة الأدبية والبلاغية” (1999)، و”من تراث المغرب والأندلس بين أبي الحجاج يوسف الثالث النصري وأبي زكرياء السراج النفزي” (1986)، وغيرها كثير جدا.