ذ. منير ركراكي: من أولويات الاحتفال بمولده ﷺ إحياء سنته

Cover Image for ذ. منير ركراكي: من أولويات الاحتفال بمولده ﷺ إحياء سنته
نشر بتاريخ

أكد الأستاذ منير ركراكي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، أن من أولى أولويات إحياء ذكرى مولد خير البشرية إحياء السنن النبوية، مستنبطا أجر ذلك من الحديث الذي رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تمسك بسنتي.. فله أجر شهيد”.

فإحياء السنة النبوية ينال بها العبد المؤيَّد المسدد أجر الشهداء، يوضح الأستاذ ركراكي، ويجدد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء العهد والولاء، وتكون له أفضل وجاء ووقاء، وترياق شفاء، وسلم ارتقاء.

وساق في الموضوع كلاما للإمام المجدد رحمه الله تعالى الأستاذ عبد السلام ياسين قال: “كل سنة نبوية تفك عنا عقدة شيطانية، فإنما هي عقد تكبلنا أو سنن تحررنا”، وكشف الأستاذ ركراكي أن الإمام أصَّل لكلامه هذا بحديث أخرجه البخاري مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَعْقِدُ الشيطان على قَافِيَةِ رأسِ أحدِكم، إذا هو نام، ثلاث عُقَدٍ، يَضْرِب على كل عُقْدَةٍ: عليك لَيلٌ طويل فَارْقُدْ، فإن استيقظ، فذكر الله تعالى انحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإن تَوضِّأ، انْحَلّتْ عُقدَةٌ، فإن صلى، انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّها، فأصبح نشيطا طَيِّبَ النفس، وإلا أصبح خَبِيثَ النَّفْس كَسْلَان”.

إلى جانب قول الإمام وتأصيله كان منه رحمه الله الفعل والتنظير “من خلال كتابه المنهاج النبوي الذي أسسه على خصال عشر: الصحبة، والجماعة، والذكر، والصدق، والعلم، والعمل، والسمت الحسن، والتؤدة، والاقتصاد، والجهاد. وزع عليها شعب الإيمان البضع والسبعون شعبة، كما في رواية مسلم رحمه الله”.

هذه الشعب المستقاة من “سنن قولية وفعلية وتقريرية وحالية، سنن فردية وجماعية، شاملة كاملة متكاملة للإحسان؛ عبادة بإيقان ومعاملة ببر وعملا بإتقان، وللعدل حكما وقضاء وقسمة، ولجوانب من الدين مهمة تعبدية وأخلاقية وجهادية”. من حصل مجموعا طيبا منها، يضيف الداعية المتحدث، “أهلته لأن يكون للدين داعيا لا دعيّا”.

وتأسيسا على ما سبق دعا الأستاذ ركراكي أن تكون “ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصة سانحة لوقفة وتأهب وثبة؛ من أجل اقتحام عقبة هذه النفس المكبلة بالعقد الشيطانية، لنحررها فتشط من عقالها وتنفك عن قيد حديثها، يقول الإمام رحمه الله تعالى: الشيطان كيده ضعيف إلا أن يجد من أنفسنا الحليف، نحررها بالسنن النبوية؛ نحييها فينا وفي من حولنا، وندعوهم ليتمسكوا بها وليجددوا عهد الولاء والاتباع لمن لا عاصم من فتن الزمن والمحن والإحن ما ظهر منها وما بطن إلا هديه، سيما في زمن تعالت فيه الأصوات المغرضة تدعو للقطيعة مع التراث، وبالضبط وبخاصة السنة النبوية”.