قال الأستاذ أبو الشتاء مساعف، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إن الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد كمال عماري، شهيد الحراك المغربي، تعيد إلى الأذهان الجريمة التي ارتكبتها أجهزة الدولة في حق أحد أبناء الوطن، الذي خرج مطالبا بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وفي كلمة بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال الشهيد، كتبها مساعف في حسابه بفيسبوك، أشار إلى أن الجميع يتذكر الجريمة التي ارتكبتها أجهزة الدولة في حق أحد أبناء الوطن، والذي خرج مطالبا بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.”
واغتنم مساعف هذه المناسبة ليترحم على روح الشهيد كمال عماري وجميع شهداء هذا الوطن، وشهداء فلسطين الجريحة، وكل شهداء الأمة، مؤكدا أن ما تعرض له كمال عماري هو “جريمة مكتملة الأركان، وعليه لا يمكن أن يطالها التقادم بمرور السنوات، ولن تمحى من ذاكرة التاريخ”.
واسترسل موضحا أن هذه القضية ستبقى شاهدة على “تسييس القضاء الذي يتم تسخيره لتلميع صورة الاستبداد”، بدليل قراره القاضي بعدم المتابعة وحفظ القضية مؤقتا، إلى حين ظهور عناصر جديدة، كما أنها شاهدة على مسؤولية الدولة المغربية؛ “بدليل التقارير التي أنجزتها منظمات وهيئات حقوقية وطنية ودولية، حكومية وغير حكومية، أكدت فيها مسؤولية الدولة بالأدلة والشهود والقرائن”.
وشدد مساعف على أن هذا الملف شاهد على السعي لضمان التملص من المسؤولية والإفلات من العقاب، لمن كان سببا في قتل مواطن شاب في مقتبل العمر، لا لشيء غير أنه قال لا للفساد ولا للاستبداد، ليتأكد بذلك “زيف شعارات الحقوق والحريات وسلطة القانون في بلادنا”.
وشدد الأستاذ مساعف على أن مرور السنوات لم يُنسِ أهل الشهيد ورفاقه حقهم في المطالبة بكشف الحقيقة، فقال: “نعم مرت كل هاته المدة، والأسرة والعائلة والأصدقاء والمحبون وأحرار هذا الوطن متشبثون بإظهار الحقيقة والإنصاف وجبر الضرر في قضية الشهيد عماري، الذي قتله المخزن بدم بارد.”
وختم كلمته برسالة قوية إلى المتورطين في جريمة قتل عماري، محذرا إياهم بأن “الحق يعلو ولا يُعلى عليه”، طالبا منهم الانتباه “قبل الوقوف أمام الملك الديان، الذي لا تخفى عليه خافية”، وأنهى كلامه بقوله تعالى : ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾.