اعتبر الأستاذ عبد الصمد فتحي أن ربط الشعب المغربي الذي عاش لقرون وفيا للقضية الفلسطينية بكيان مجرم يقتل الأطفال والنساء، ويدمر البيوت على رؤوس أصحابها “عارا”، مشددا على أن الارتهان إليه من خلال اتفاقيات التطبيع يشكل قمة “الإذلال للشعب المغربي الأبي”.
فتحي، وفي كلمة ختامية باسم الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ألقاها ختام في المسيرة الشعبية التي نظمتها بالعاصمة الرباط يوم الأحد 24 دجنبر 2023، نوه بالملاحم البطولية التي تسطّرها المقاومة الفلسطينية بعد مرور 78 يوما من العدوان الصهيوني المدعوم من أمريكا وكل قوى الاستكبار العالمي، كما حيا الشعب المغربي بآلاف التحايا على خروجه في مسيرات مليونية في الرباط والدار البيضاء، وفي عشرات التظاهرات والمسيرات الشعبية في كل مدينة من مدن المغرب، موضحا أنه لا توجد مدينة مغربية تخلّفت عن نصرة الشعب الفلسطيني.
وتابع يقول: “نحن مع المقاومة، نحن مع الحق الفلسطيني، ونقول لأهلنا في فلسطين الصابرين الصامدين لقد قدمتم من أجل فلسطين والأمة وكل المستضعفين دماءكم فداء للأقصى، قدمتم أطفالكم ونساءكم. وبهذه التضحيات والدماء وبهذا الصمود والثبات والصبر تضعون على عاتقنا حملا كبيرا لا نقوى على حمله وعبئا ثقيلا لا نملك أن نكون في مستواه”.
وبينما أشاد بالإيقاع المرتفع الذي تسير به المقاومة والشعب الفلسطيني، اعتذر في المقابل على الإيقاع البطيء الذي تسير به بقية الأمة بما لا يتناسب مع مستوى الحدث، وحيا جموع المغاربة الذين حجوا إلى الرباط، عاصمة المغرب الأقصى لمساندة المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني.
وقال في كلمته إن هذا اليوم “يأتي بعد مرور 78 يوما من العدوان الذي يرتكبه الكيان الصهيوني بكل أشكال المس بحقوق الإنسان، وبكل أشكال جرائم الحرب والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي لشعب فلسطين، أمام مرأى ومسمع العالم، بل وأمريكا وقوى الاستكبار العالمي تمد الكيان الإرهابي بكل أنواع الأسلحة والعتاد”.
طيلة هذه المدة، يقول الفاعل البارز في قضايا الأمة، في كل يوم شهداء وتقتيل للأطفال والنساء وتدمير للبيوت على رؤوس أصحابها، ولا من يحرك ساكنا بسبب غطرسة الكيان الصهيوني وعلوه، وبسبب الفيتو الأمريكي الذي يجعل منها حليفا ومشاركا للكيان الصهيوني في كل جرائمه.
وبمناسية الذكرى الثالثة على توقيع اتفاقية الخزي والعار؛ اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني، توجه الأستاذ فتحي إلى الحكام بالسؤال: ألم تكفكم هذه الدماء لتقطعوا العلاقة مع هذا الكيان المجرم؟! ألم يكفكم هذا التقتيل وهذه الوحشية والإبادة الجماعية من أجل القطع مع الكيان الصهيوني؟! أي ضمير تحملون؟! وأي عقل تفكرون به لمصلحة هذا الوطن ولمصلحة الأمة؟!
وتابع: “عار عليكم أن تستقبلوا بالأحضان هؤلاء القتلة، وفي مقدمتهم من تسمونهم بالإسرائيليين المغاربة في الكيان الصهيوني، وقد شاهدتموهم في مجلس الحرب وبين الجنود القتلة، ونقول لذلك كفى”.
وكانت الجبهة المغربية نظمت في مدينة الرباط صباح يوم الأحد 24 دجنبر 2023، مسيرة حاشدة حملت شعار: ”أوقفوا العدوان.. أوقفوا التطبيع مع الكيان الصهيوني” للتنديد بجرائم الكيان المحتل على قطاع غزة وللمطالبة بإلغاء اتفاقيات التطبيع المشؤومة.