أكد الأستاذ عبد الصمد فتحي، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، أن السياسات الرسمية غير الرشيدة هي التي تسببت فيما يعيشه الشعب المغربي من ظلم ومن جور وحيف ومن فوارق طبقية هائلة بين النافذين في هذا البلد من الحاكمين ومن أصحاب الثروة الذين يسعون في هذا البلد من أجل تجويعه وتفقيره لكي يزدادوا هم غنى وعلوا.
تهمّم الونخاري بقضايا الشعب والأمة وراء متابعته الظالمة
فتحي في كلمة له يوم الإثنين 1 يوليوز 2024، في الوقفة الاحتجاجية أمام قصر العدالة بالرباط، بالتوازي مع الجلسة الثالثة لمحاكمة بوبكر الونخاري، لفت إلى أن الونخاري يتابع ظلما وعدوانا في هذا البلد الجريح لا لشيء إلا لمواقفه الثابتة والواضحة في ارتباطه بهموم هذا الشعب وفي ارتباطه بهموم هذه الأمة. وهي القضايا والهموم التي لا يمكن أن يتخلى عنها إنسان في قلبه وعقله ضمير حي.
وتابع فتحي يقول: “نحن جميعا نتابع هذا الوضع الأليم الذي يعيشه الشعب المغربي من غلاء للأسعار، وهذه المعاناة التي تعانيها المرأة كما الرجل والصغير والكبير بسبب هذا الظلم. وهذا الجور بسبب الجشع والنهب ومحاولة استغلال النفوذ من أجل ازدياد الغني غنى والفقير فقرا”.
وأمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر، قال فتحي إنه لا يمكن لإنسان له ضمير حي إلا أن يتضامن مع قضايا الأمة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الذي يقتل كل يوم ويباد ويهجر أمام مرأى ومسمع من العالم، وتلقى عليه أطنان من المتفجرات التي ترسلها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها إلى الإرهابيين المجرمين الصهاينة لكي يبيدوا ويقتلوا إخواننا هناك.
خيرات البلد تُستَغَل وتصَدَّر إلى القتلة بموجب التطبيع؟!
الوضع هكذا يضيف فتحي والحال أننا نحن “لا زلنا نعانق هؤلاء الإرهابيين المجرمين القتلة، لا زلنا نضع أيدينا في أيديهم بل لا زلنا نمدهم بكل وسائل القوة وكل وسائل الدعم وآخرها استقبال السفينة في ميناء طنجة وتطوير المبادلات التجارية بين المغرب وبين الكيان الصهيوني”.
هذه المبادلات التجارية يؤكد رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة “تصدر فيها خيرات البلد للقتلة. وترتفع على إثرها الأسعار في هذا البلد، وأصبحنا نرى الفقير لا يجد بما يشتري قوت يومه من خبز ومن زيت ومن غيرها…
واسترسل موضحا أنه لابد لكل ذي ضمير حي وكل ذي عقل له رؤية استشرافية مستقبلية، وله غيرة على الأجيال القادمة وعلى عموم الشعب؛ أن يصمد وأن يقول كلمة حق وأن يصطف في صف الشعب في وقت كمّم فيه الأفواه ويخوف الفضلاء والأحرار في هذا البلد.
أملنا أن يتحقق منعطف مرجو في هذا البلد تطوى به هذه الصفحة السوداء من النتهاكات
وقال المتحدث إن المقاربة الأمنية باعتقال الأحرار وبتكميم الأفواه، لا يمكنها أن تحل هذه الأزمات التي يعيش فيها المغرب، ولا يمكن أن ننتظر منها حل الأزمة الاقتصادية والأزمة السياسية وكل الأزمات، كما لا يمكنها أن تسكت الأحرار.
إنما المقاربة الحقيقية يشدد المتحدث “هي المقاربة التصالحية مع هذا الشعب”، وهي المقاربة التي تجعل كل من في قلبه ذرة إيمان وإنسانية أن يصطف إلى جنب هذا الشعب من أجل تحقيق الكرامة والعدالة والحرية.
وعبر فتحي عن أمله بأن يكون القضاء في مستوى المهمة لينصف الأحرار ويحكم بالبراءة للدكتور الونخاري ولكل حر في هذا البلد، وليكون ملاذا للمستضعفين، وملاذا لعموم الشعب بإقامة الوزن بالقسط. كما عبر عن أمله في إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين. ويتحقق المنعطف المرجو في هذا البلد وتطوى به هذه الصفحة السوداء.
يذكر أن المحكمة الابتدائية (قصر العدالة) بمدينة الرباط أرجأت يوم الإثنين، ملف الناشط الحقوقي والسياسي الدكتور بوبكر الونخاري عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية والكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان، إلى جلسة خامسة يوم الإثنين المقبل 08 يوليوز 2024، لتهييء ظروف عرض شريط فيديو على “المتهم” ودفاعه والاستماع إلى مرافعات الدفاع في الموضوع.