ذ. سنكي: الدائرة السياسية تشتغل على إعداد البدائل والكفاءات وشروط الحوار

Cover Image for ذ. سنكي: الدائرة السياسية تشتغل على إعداد البدائل والكفاءات وشروط الحوار
نشر بتاريخ

أجرى موقع الجماعة نت حوارا مع الأستاذ المصطفى سنكي، العضو الجديد بالأمانة العامة للدائرة السياسية، بمناسبة انعقاد الدورة السابعة عشرة للمجلس القطري للدائرة السياسية، تطرق لسياق الدورة، ورسائلها، والأوراق الصادرة عنها، والأدوار المرصودة للدائرة.

هذا نصه:

هل لكم أن تحددوا سياق انعقاد الدورة 17 للمجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان؟

انعقد المجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، والمعروف اختصارا بـ”مَقْدِس”، في دورته “17” يومي 09، 10 الربيع النبوي 1435 هـ الموافق ل11، 12 يناير 2014 في سياقات متعددة:

– تخليد الأمة الإسلامية لذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، وهي مناسبة لتقييم الحصيلة ورصيد التأسي بالقدوة العظمى قولا وفعلا وسلوكا وحالا وتعلقا قلبيا باعتباره مؤشرا لكمال الإيمان، وارتباطا باختصاص “مقدس” -بصفته يُعنى بالشأن العام- تقييم مستوى التهمم بأحوال المسلمين انخرطا في مشروع انبعاث الأمة وإحياء الميراث النبوي الكامل استشرافا لنصر وُعد به المسلمون متى استكملوا شروط التمكين الملخصة في تحقيق العبودية الحقة لله تعالى.

– انعقاد الدورة بعد أسابيع معدودات من تخليد الجماعة للذكرى الأولى لرحيل الإمام المرشد عبد السلام ياسين، وهي أول دورة بعد وفاته رحمه الله، وهذا -في تقديري- تجسيد عملي للوفاء للمشروع الذي أثله وسخر له حياته رحمه الله.

– تزامن الدورة، وهذه من الموافقات مع محطة من تاريخ المغرب المعاصر ممثلة في ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال -11 ينايـر 1944- وهو تزامن لا يخلو من مغزى، ومن ذلك الحاجة الماسة والملحة لميثاق وطني يحقق الاستقلال الحقيقي لا الصوري للبلاد.

– عربيا، مخاض تحرر الشعوب في ذروته، في سوريا كما في مصر وتونس، وهو ما يؤكد طرح أسئلة مداخل ومخارج الانعتاق من الاستبداد الجاثم على الشعوب والمدعوم من منظومة استكبار عالمية.

– محليا، أفول خطابات الطمأنة وبوار شعارات الاستثناء المغربي وتعثر مسلسل تنزيل الدستور على عِلاته، وبالتالي تأكيد غياب نية الإصلاح وانفضاح مؤامرة الالتفاف على الحراك الشعبي.

وماذا عن رسائل الدورة 17 لـ”مَقْدِس”؟

أكيد أن للدورة رسائل ودلالات، ومنها:

– انعقاد المجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان في دورته 17 مؤشر صحة وعافية الجماعة ككل، علما أن إحداث جهاز الدائرة السياسية يعود لصيف 1998، وهو ما يعني احترام الدورية المنصوص عليها في القانون المنظم وانتظامها مهما كانت الظروف.

– من اختصاص المجلس القطري للدائرة السياسية/”مَقْدِس” إضافة إلى تدارس القضايا المعروضة عليه تقييم عمل مختلف الأجهزة والقطاعات التابعة للدائرة السياسية وتجويد الأداء، يجلي ذلك أوراق الدورة إعدادا وتحليلا وبلورة للقرارات، علاوة على البيان الختامي الذي يؤكد حضور الجماعة وتفاعلها مع مستجدات الساحة وإسهامها في خلق دينامية سياسية تخلخل بنية الاستبداد.

– كسر حالة الجمود والارتهان للاستبداد من خلال تشخيص ميداني للتدبير الأحادي للنظام للشأن العام كشفا لمدى الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة وتسمية الأمور بأسمائها دون التفاف أو مراوغة في إطار من الصدق قطعته الجماعة على نفسها مع الشعب، وتنبيها من مآلات حكامة غير راشدة تهدد الاستقرار والسلم الاجتماعيين.

– تأكيد الجماعة على المقاربة التشاركية للتحرر من الاستبداد، وتجديد دعوة النخب وذوي المروءات لحوار وطني شامل على مرأى ومسمع الشعب لتحديد خارطة طريق إنقاذ البلاد من المجهول. ويكفي في هذا السياق، التذكير بالدعوات والمذكرات الصادرة عن “مَقْدِس” خلال ما سبق من دورات: حلف الإخاء، جميعا من أجل الخلاص …

ما هي أهم الأوراق الصادرة عن هذه الدورة؟

تميزت هذه الدورة بوفرة وغزارة الأوراق الصادرة عن “مَقْدِس”، وهذا مؤشر آخر على الحيوية والحضور السياسي، ويمكن حصر أهم أوراق في:

– الكلمة الافتتاحية للسيد الأمين العام للجماعة الأستاذ محمد عبادي، التي جاءت موجهة لكل أجهزة الدائرة السياسية وقطاعاتها مؤصلة للعمل السياسي في الإسلام ومنبهة لمتطلبات الانخراط في هذه الواجهة الحيوية.

– كلمة السيد رئيس الدائرة السياسية الأستاذ عبد الواحد المتوكل التي تناولت جذور الاستبداد ومتطلبات الحوار وخصائص الخط السياسي الذي أثله الإمام المرشد رحمه الله.

– التقرير السياسي الذي شخّص وضعية أهم القطاعات محددا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع ومحذرا من تبعات التمادي والإصرار على نفس النهج التدبيري، فالشعب يريد أن يعرف من هضمه حقوقه وسلب أسباب كرامته، وسئم من حديث المزايدات السياسوية عن الفساد ولوبياته.

– قراءة في المشهد السياسي المغربي شرَّحت مكوناته وتفاعلات عناصره وبينت تحكم المؤسسة الملكية في مفاصله، واقترحت الخيارات الممكنة للتغيير ومتطلباتها.

– البيان الختامي: تقليد سياسي يلخص التوجهات والخلاصات ويذكر بالمواقف من مختلف القضايا وفي شتى المجالات انسجاما مع تصور الجماعة ورؤيتها التغييرية.

وتجدر الإشارة هنا إلى التزام الجماعة بمبدئي الوضوح والمسؤولية وهي تنشر أوراق الدورة مرئية ومقروءة.

ما تقييمكم للدورة 17 لـ”مَقْدِس”؟

تقييمي المتواضع وقد واكبت مختلف دورات مقدس -والحمد لله رب العالمين- أن الجماعة عموما والدائرة السياسة تحديدا في تطور مطرد للاضطلاع بالمهام التي من أجلها أنشئت قبل 16 عاما، ولعل ما تحقق من ذلك يثلج الصدر ويبعث على الارتياح، يجليه الحضور الوازن والمسؤول والحركة الراشدة للجماعة دون أن تستفزها المستجدات وتنخدع بسراب المتغيرات السياسية أو تنجر لردود الأفعال.

الدائرة السياسية في تقديري المتواضع تسير بتؤدة لتحقيق أهدافها، ومنها:

– إعداد البدائل والمقترحات في مختلف مجالات الشأن العام.

– إعداد الأطر والكفاءات المطلوبة للتصدي للشأن العام.

– توفير شروط الحوار والتواصل مع الفاعلين السياسيين بناء للثقة ووصولا لميثاق وطني يحدد معالم الإصلاح.