اعتبر الأستاذ محمد حمداوي مسؤول العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، أن جر الكيان الصهيوني للمثول أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي، من قبل دولة جنوب إفريقيا هو سابقة من نوعها في تاريخنا المعاصر، مشددا على أن هذا الموقف “يسجل له كل التقدير”.
وكانت جنوب إفريقيا تقدمت بشكوى لدى المحكمة بلاهاي متهمة دولة الاحتلال الصهيونية بـارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية في عدوانها على قطــاع غـزة الأبية، وهي محاكمة للبت في الشق الرامي إلى إصدار أوامر قضائية عاجلة، تقضي بالوقف الفوري للعدوان الصهيوني، في انتظار البت في جوهر هذه القضية.
ولفت حمداوي في تدوينة له في صفحته بفيسبوك إلى أن المنتظم الدولي حاليا وإن كان يفتقد إلى آليات لفرض قرارات المحكمة، إلا أن “هذا الأمر لا يقلل من أهمية هذه الخطوة التي تحمل دلالات رمزية قوية، تتمثل أساسا في تدشين مرحلة جديدة عنوانها إنهاء التحكم الصــهيــوني والغربي المطلق في قرارات الدول والمنظمات الدولية، ووضع حد لغطرسة كيان الاحتــلال الإجرامي وعربدته دون حساب أو عقاب”.
وتابع عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، موضحا أن قرار الإدانة في حال صدوره “سيقوي من الشرعية الدولية لنضال الشعب الفلســطيــني، ويشكل مرجعية قوية لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الكيان المجرم من قبل الدول ذات الإرادة الحرة”.
وبينما تقدم الفاعل البارز في قضايا الأمة إزاء هذه الخطوة التي وصفها بـ “الجريئة” من قبل حكومة دولة جنوب إفريقيا، بالشكر إلى كل مساند للقضية الفلسطــينية، عبر في الوقت نفسه، عن الإدانة بـ”أشد العبارات” للمواقف الرسمية “المخزية” للأغلبية الساحقة من الدول العربية والإسلامية، “المتراوحة بين الخذلان الجبان والتآمر الخفي على القضية الفلسطــينية”.
واغتنم هذه الفرصة ليدعو كافة أحرار العالم من حكومات ومنظمات وشخصيات إلى العمل على “وقف الإجرام الصـهيــوني الموغل في حق إخواننا الفلسطـينيين في غــزة والضفة والقـدس”، و”دعم مقــاومــة الشعب الفلسطـيني بكل الأشكال لإيقاف هذه الجرائم وإدخال المساعدات ورفع الحصار بشكل نهائي وتمكين الشعب الفلــسطــيني من حقه في العيش الكريم وتحرير أرضه”.