ذ. حمداوي: التهمّم بقضايا الأمة واجب إنساني وأخلاقي وشرعي

Cover Image for ذ. حمداوي: التهمّم بقضايا الأمة واجب إنساني وأخلاقي وشرعي
نشر بتاريخ

أوضح الأستاذ محمد حمداوي، عضو مجلس الإرشاد ومسؤول العلاقات الخارجية للجماعة، مفهوم “الأمة” والمقصود من “قضايا الأمة” كما تروج بقوة في أدبيات جماعة العدل والإحسان بدلالاتها ومحدداتها، معتبرا أن كل ما يسوء الأمة بمختلف تلك الدلالات سياسيا أو حقوقيا أو عسكريا “.. هو قضية من القضايا التي يجب أن نوليها الاهتمام بما يناسب سياقاتها ومآلاتها الاستراتيجية”.

الأستاذ حمداوي شدد في حديثه ضمن حوار أجراه معه موقع “عربي 21” قبل مدة، بمناسبة ذكرى مرور أربعين سنة على تأسيس الجماعة، على أن التهمم بقضايا الأمة، وضمنها القضية الفلسطينية، “واجب إنساني أولا وواجب أخلاقي، ثم هو واجب شرعي”، استنادا إلى الحديث الشريف “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”. و“أن روحَ الدعوة وبُعدَ النصرة عالميٌ يطول كل مضطهدي الأمة أينما كانوا في أوطانهم، أغلبية أو أقلية”.. ومن هذا المنطلق “تعمل جماعة العدل والإحسان بشكل منظم، ووفق رؤية، وبناء على استراتيجيات عمل واضحة، أفردت لها مؤسسات متخصصة، تعنى بدعمها وتكريس الجهود لنصرتها، وفق منهجية علمية، واستراتيجيات عمل دقيقة”.

ويرى الفاعل في قضايا الأمة، في هذا الحوار ضمن موقف الجماعة من القضية الفلسطينية، والذي نجدد نشر نصه كاملا غدا الأربعاء 23 نونبر، أن هذه القضية “تختزل أبعاد الصراع العقائدي والسياسي والاقتصادي والحضاري بين الأمة وأعدائها”. معتبرا أن التطبيع مع رأس هؤلاء الأعداء “هو خيانة للأمة ولقضاياها العادلة، وتفريط في مقدساتها، ومخالفة صريحة لإجماع علماء الأمة”.

وبعد عرضه لقراءته لتطورات الأحداث ومساراتها في الساحة العربية والإسلامية دعا كل من ينشدون التغيير إلى استنفاد كل أسباب الإعداد والتخطيط وتوحيد الجهود ورص الصفوف وزرع الأمل، والنظر باستبشار لفعل القدر الإلهي. واقترح على قوى التغيير خارج بلدنا وخاصة الحركات الإسلامية منها، التركيز على ضرورة حضور ثلاثة أبعاد متلازمة ومتوازنة بحيث لا يطغى أحدها على الآخر: “البعد التربوي الإحساني، والبعد العدلي الذي يقتضي التدافع السياسي، والبعد العلمي والفكري. ثم بعد ذلك تأتي الدعوة إلى صَوْنِ الحركات التغييرية من التدخل الأجنبي، وإلى ضرورة استيعاب الخلفيات الفكرية والمتغيرات داخل كل بلد، وإلى التمسك بالعمل المشترك والتلاقي على أرضية قوامها التعاون في المتفق عليه وإرجاء المختلف فيه والتركيز على الأولويات في كل مرحلة”.

واستعاد حوار “عربي 21” مع حمداوي ثورات الربيع العربي التي نوه إلى أنها لم تكن مفاجئة كما يصفها الإعلام الغربي وبعض السياسيين العرب، “بل كانت نتيجة طبيعية لعقود من القهر والتفقير في حق شعوب المنطقة من جهة، وحصيلة منطقية لتبديد ثروات ومقدرات الأمة في مخططات ومشاريع فاشلة من جهة أخرى”. مشددا على أن حدث سقوط رؤساء جبابرة من سدة الحكم “شكل لحظة فارقة في التاريخ المعاصر لهذه الأمة، سيما وقد ترسخ في وعي الأكثرية أن سقوط الحاكم أمر مستحيل الوقوع”.