ذ. حمداوي: الأنظمة الرسمية لم تعبر يوما عن آلام الأمة وآمالها وغزة فضحت كل المتخاذلين

Cover Image for ذ. حمداوي: الأنظمة الرسمية لم تعبر يوما عن آلام الأمة وآمالها وغزة فضحت كل المتخاذلين
نشر بتاريخ

أكد الأستاذ محمد حمداوي، نائب رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، خلال المسيرة الشعبية الحاشدة التي شهدتها العاصمة الرباط الأحد 20 يوليوز 2025، أن ما يجري في غزة هو اختبار تاريخي يسقط فيه المتخاذلون، ويثبت فيه الأحرار صدق مواقفهم، وأن القضية لم تعد فلسطينية فقط، بل أصبحت مرآة لوجه الأمة وكرامتها وهويتها.

صرخة من الرباط ضد آلة القتل الصهيونية وصمت العالم

في كلمته أمام المشاركين في المسيرة المنظمة من قبل الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، اعتبر حمداوي أن الوقوف اليوم في الرباط، عاصمة المغرب الوفي لقضية القدس والأقصى وفلسطين، هو رفع لصوت الحق في وجه آلة القتل الصهيونية الهمجية، وفي وجه تواطؤ حكام العرب والمسلمين، والنفاق الدولي، وكل داعم للكيان الغاصب في عدوانه على غزة وفلسطين وسائر أطراف الأمة.

وقال إن الشعب الفلسطيني يذبح تحت أنظار العالم، ويحاصر ويباد، وتقصف مستشفياته ومدارسه ومخيمات النازحين ودور العبادة من مساجد وكنائس، بينما يكتفي العالم المتحضر بإحصاء الشهداء والجرحى وإطلاق دعوات عقيمة لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي يطغى فيه الكيان الصهيوني بكل أدوات الدمار والإبادة.

غزة امتحان الإنسانية… وسقوط الغرب والأنظمة العربية

وشدد المتحدث على أن ما يقع في غزة ليس فقط تجويعا أو إبادة، بل هو محاولة لكسر المقاومة، واختبار مكشوف لعروبتنا ونخوتنا وإنسانيتنا، في وقت يقف فيه العالم متفرجا على مأساة تنتقل من فصل إلى فصل أشد، ويستهدف فيها شعب أعزل هو منا ونحن منه.

وأكد أن الغرب سقط في هذا الامتحان بحداثته وفلسفته الحقوقية، وسقط معه النظام العالمي بمؤسساته ومعاهداته وترسانته القانونية، التي شلت أمام الكيان الصهيوني الذي يعرض على العالم جرائم تفوق ما سجله التاريخ من فظاعات نازية وفاشية. وسقطت معه أنظمة تدعي العروبة والإسلام، عندما صمتت عن المجازر، وأغلقت المعابر، وغدرت، وساندت العدو في السر بإمداداتها، بل وحركت جيوشها لقمع شعوبها بدل دعم فلسطين.

غزة بوابة الكرامة وفشل التطبيع ورسالة الأحرار

واعتبر حمداوي أن غزة لم تعد فقط عنوانا للمأساة، بل أصبحت بوابة للكرامة، ومدرسة للصمود والثبات، ومن خلالها يعاد صياغة الأمة من جديد، وتولد منها معاني الرجولة والشجاعة والوفاء، وتخرج منها آيات العز والفخر والأمل في غد أفضل. ومن هناك، يعلن فشل مشروع التطبيع، والخيانة، والتواطؤ، والتصهين.

وفي ختام كلمته، قال إن الأنظمة الرسمية لا تمثل الأمة، ولم تعبر يوما عن آلامها وآمالها، مضيفا: من لم يكن مع فلسطين في محنتها، فهو شريك في الجريمة، فكيف بمن طبع مع العدو وتآمر على المقاومة؟ وأكد أن جماعة العدل والإحسان، إلى جانب كل أحرار وشركاء المغرب الحر، يجددون العهد مع فلسطين، والقدس، وغزة، ومع المقاومة الباسلة، وكل مظلوم مستضعف مقهور.

وخاطبهم قائلا: “لستم وحدكم، دماؤكم تسكن فينا، وأنات أطفالكم ونسائكم تشعل ضمائرنا”. وشدد على أن “غزة لن تسقط، والحق لن يموت، والمحتل إلى زوال، وبشائر التحرير قادمة بإذن الله، ولن تغطيها فظاعة المجازر الصهيونية ولا خيانة الحكام ولا نفاق الغرب”.