لفت المهندس أبو بكر بن الصديق، عضو مجلس الإرشاد والمشرف العام على الهيئة العامة للتربية والدعوة لجماعة العدل والإحسان، إلى أنّ أكثر ما كان يسأل عنه أعضاء الأسر التربوية في بدايات الجماعة قبل صدور كتاب الإحسان، وخاصة عند مدارستنا للخصال العشر في المنهاج النبوي، يقولون الجماعة نفهمها فما الصحبة؟ وما الفرق بين الصحبة في منهاج الجماعة والصحبة الصوفية؟
الأستاذ بن الصديق في كلمته التي ألقاها باسم الجماعة في ندوة مناقشة كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين” للأستاذ عبد الكريم العلمي ضمن فعاليات الذكرى العاشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله اليوم، الأحد 11 دجنبر 2022، شدد على أن “استيعاب مفهوم الصحبة والجماعة وهو الخصلة الأولى من منهاج الجماعة ودستورها لم يكتمل في الصف واضحا إلا بعد صدور كتاب الإحسان”.
فكتاب الإحسان يقول المتحدث، هو “موسوعة تشفي الغليل في فقه السلوك، عرض الإمام في صفحاته مشروعه في تجديد السلوك إلى الله وملأ فراغا كبيرا كان يعاني منه الصف المنتمي إلى جماعةٍ الإحسان شرط اسمها وشعارها”.
ويرى بن الصديق أن كتاب الإحسان، وإن كان قد ملأ فراغا فيما يتعلق بنظرة الإمام رحمه الله ومن ورائه الجماعة في مفهوم الإحسان بما هو مرقاة في الدين بعد حيازة كتلتي الإسلام والإيمان، “فقد استمرت الحاجة مسيسة وملحة في التطرق إلى أمرين اثنين قدرنا أنه لا يمكن عدم التطرق إليهما، أولهما الوقوف تبيينا وتوضيحا لبعض المصطلحات التي وضعها الإمام رحمه الله في ميدان السلوك إلى الله والسير إليه”. وثانيهما “التعريف بسلوك الإمام الذي أراده بعد أن شب عن الطوق وبلغ مبلغ الرجال على نموذج الرعيل الأول من الصحابة والتابعين والاستقاء المباشر من نبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجلوس إلى منبره كما قال في مقدمة كتاب الإحسان”.
وفي حديثه عن كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين” للأستاذ عبد الكريم العلمي، موضوع الندوة، أكد المهندس بن الصديق أنه جاء بمعلومات هامة ودرر وتوضيحات، ومن ذلك ما أشكل على البعض فهمه واستيعابه في مسألة قول الصحبة في الجماعةّ، خاصة لما بدأ الإمام في دروسه وكلماته في المجالس يتكلم عن مفهوم الصحبة في الجماعة الذي لم يسبق له استعماله من قبل لا في كتاب المنهاج النبوي ولا في كتاب الإحسان ولا في غيرهما مما كتب.
وبما أنه تقرر أن يشرع الإمام في تسجيل حلقات مصورة يعالج فيها قضايا مختارة، قال بن الصديق، “فقد عقد الاتفاق معه رحمه الله على أن تخصص جلسة في الموضوع، فكُلِّف الدكتور محمد منار باسك بتنشيطها وطرح الأسئلة المعدة سلفا على الإمام فتم ذلك في بيته رحمه الله وبحضور مجلس الإرشاد”.
وشدد عضو مجلس الإرشاد على أن مضامين كتاب الأستاذ العلمي مستقاة من مكتوبات الإمام رحمه الله، موضحا أن ما لا ينبغي الإغفال عنه هو أن هذه المضامين وضعت بمرافقة الإمام ومعاشرته مما لم يتح للجميع بنفس القدر. مضيفا أن المؤلف “جمع من النقول والاستشهادات ما يجعل من الكتاب وثيقة جامعة وموثوقة في السلوك عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله”.
فالهدف الأول والأبرز للكتاب، هو “التعريف بسلوك الإمام والإجابة عن تساؤلات قد تطرح اليوم أو غدا قدرنا أنها تتطلب توضيحا”، يقول بن الصديق ثم يضيف: “أخذنا الوقت الكافي ولم نتسرع بالإجابة عن الأسئلة المطروحة أو التي قدرنا إمكانية أن تطرح استقبالا”.
وساق المتحدث تعليقا للسيد الأمين العام الأستاذ محمد عبادي في نهاية الجلسة المطولة، التي خصصها مجلس الإرشاد لمناقشة الصيغة ما قبل النهائية للكتابة، جاء فيه: “كتبه سيدي عبد الكريم بروح الصحبة، تلمسُ فيه المحبة من أعماق أعماق وجدانه، ولا يسع القارئ ما لم يكن له موقف مسبق إلا أن يتأثر به”، وتابع ابن الصديق: “ويكاد يكون انطباع السيد الأمين العام الانطباع الذي ساد المجلس”.