ذ. ابن الصديق: اتباع رسول الله ﷺ ومحبته والصلاة عليه ضمان لمحبة الله والكينونة معه

Cover Image for ذ. ابن الصديق: اتباع رسول الله ﷺ ومحبته والصلاة عليه ضمان لمحبة الله والكينونة معه
نشر بتاريخ

اعتبر الأستاذ أبو بكر بن الصديق في محاضرة نشرتها قناة الشاهد الإلكترونية بمناسبة ذكرى المولد النبوي حول محبة الرسول عليه الصلاة والسلام واتباعه، أن “التلمذة والائتساء” شرطان ضروريان لاكتساب الصحبة ولا يمكن تحصيلها بدونهما، لكن ومع ذلك فإنهما غير كافيين بمفردهما “ويحتاجان لتكملة حتى يكمل الإيمان الذي لا يتم ولا يكتمل إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما”.

ابن الصديق في موضوعه الذي اختار له عنوان: “اتباع رسول الله ومحبته والصلاة عليه ضمان لمحبة الله والكينونة معه ومع الملائكة والترقي في مقامات الإحسان”، أشار إلى ما ذكره الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في الجزء الأول من كتاب الإحسان في فصل “محبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي العروة الوثقى” بتصرف بسيط: “ذاق والله حلاوة الإيمان، ومَلَكَ ناصيةَ التوفيق وأشرف على مشارف الإحسان، من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما” إلى أن يقول: “هذه أنوار حبه الشريف المنيف فهل من محيص!”.

عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، بين أن الإمام بعد كلامه عن مدى محبة الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف أوصلتهم هذه المحبة إلى أن يفتدوه بالمهج، دل رحمه الله على ما يقرب المسافات للمريد الطالب فأكد أن المفتاح لذلك إنما هو تولي الشخصِ الكريم صلى الله عليه وسلم والصلاة الدائمة عليه وحب آل بيته المطهرين”. وركز المتحدث على قوله “والصلاة الدائمة عليه” معتبرا أن التولي هو “عمل قلبي والصلاة عليه عمل جوارحي، فالقلب يحب واللسان يذكر ويصلي”.

ولتوضيح قدر المحبة التي تجب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والتي تورث الإيمان وتحققه، أشار ابن الصديق إلى ما ذكره الإمام عبد السلام ياسين في كتاب الإحسان في فصل محبة رسول الله هي العروة الوثقى، فقال: “ولا حدود للتفاني في محبة الشخص الكريم على الله حتى يكون أحبَّ إلينا من الناس أجمعين ومن أنفسنا”، وذكر أنه استدل على ذلك بما رواه البخاري عن عبد الله بن هشام حين قال: “كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بنِ الخطاب. فقال له عمر: يا رسول الله! لأنت أحبُّ إلي من كل شيء إلا نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا والذي نفسي بيده، حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك!” فقال عمر: فإنه الآن والله لأنْتَ أحبُّ إلي من نفسي! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر!”.  وذكر في فقرة أخرى أنه قال: “نستنتج من هذا أن الإيمان مرتبط وجوبا بمحبة الله وأن لا محبة لله دون محبة رسوله صلى الله عليه وسلم”.

وخلص ابن الصديق من هذا إلى أنه “لا تصح هذه المحبة وتؤتي أكلها ما لم تكن من القوة والعنفوان بحيث يتضاءل معها كل حب لسواهما حتى ولو كان هذا السوى نفسك التي بين جنبيك، فأحرى بمن دونها من محاب من أهل ومال وباقي الشهوات المحببة إلى النفوس والتي فصلتها آية آل عمران: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ والتي لخص سبحانه وتعالى فيها متاع الحياة الدنيا بقوله ذلك مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا والله عنده حسن المآب”.

لمشاهدة المداخلة كاملة، ينظر هذا الشريط: