كشف الأستاذ عثمان أيت عمي، عضو وفد الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة المشارك ضمن “قافلة الصمود” لرفح الحصار عن غزة، تفاصيل منع الوفد المغربي من دخول الأراضي المصرية للمشاركة في القافلة التي كانت تريد الاتجاه نحو معبر رفح، موضحا أن الوفد كان ينوي الانضمام إلى القافلة التي انطلقت من تونس ثم عبرت إلى ليبيا، إلا أن الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب حالت دون ذلك، ما اضطر المشاركين المغاربة إلى التوجه مباشرة جوا إلى القاهرة للالتحاق بالقافلة.
كان الأمل أن تلتقي القافلتان في مصر لكن للأسف
وقال أيت عمي في مقابلة تلفزيونية مع قناة “المغاربية” إنه كان يأمل أن تلتقي القافلتان في مصر؛ المشاركون المغاربة والقافلة التي انطلقت من تونس. متأسفا لمنعهم من دخول الأراضي المصرية من المطار كما منعت القافلة من الحدود الليبية الشرقية.
وأشار المتحدث إلى أن الوفد المغربي لم يكن يتوقع هذا النوع من التضييق، قائلا: “كنا نعتقد أن الأمور ستمر بسلاسة، وأن هذه القافلة سيتم الترحيب بها وتوفير جميع الظروف لوصولها إلى معبر رفح، كما حدث عند اجتياز الحدود التونسية ثم الشق الأول من ليبيا”. وتابع: “ما حدث في الحقيقة صدم الجميع، وهذا كان نقطة فارقة للمشاركين.”
وأضاف موضحا لمحاورته أن السلطات المصرية لم تسأله ولا أفراد الوفد عن الغرض من زيارتهم لمصر، وإنما احتجزتهم مباشرة بعد اجتياز مراقبة الجوازات، ونفى أن تكون السلطات هناك قد سألتهم هذا السؤال، فقال: “بمجرد ما يرون جواز سفر مغربي، أو مغاربي بصفة عامة: مغربي، جزائري، تونسي… بل حتى أكثر من هذا، حتى لو كان جواز السفر أوروبيا ولكن صاحبه من أصول مغاربية، يتم مباشرة اصطحابه إلى هذه الغرفة ومباشرة التحقيق معه.”
التحقيق وتفتيش الهواتف.. والمعاملة في مطار القاهرة
وتحدث أيت عمي عن تفاصيل التحقيق معهم داخل المطار قائلا: “تم توجيهنا إلى مكتب خاص بالأمن وطلب منا الانتظار. فبقينا لفترة حوالي ساعة قبل أن ينادى علينا من جديد، وتم اصطحابنا إلى مكان آخر، يشبه الممر أو الرواق، الذي سنكتشف بعد ذلك أنه سيكون مقر احتجازنا.
وأضاف: “بعدما تم اصطحابنا إلى الرواق أو الممر، شرعوا فيما يشبه التحقيق واحدا تلو الآخر، وفتشوا هواتفنا، فتشوا هواتف جميع المحتجزين. وبالمناسبة، عند ذهابنا إلى هذا الرواق، وجدنا مجموعة أخرى تتكون من عشرين أجنبيا، وهؤلاء إسبان ويونانيون. هؤلاء أيضا من المتضامنين المشاركين في المسيرة العالمية لغزة.”
وأكد أن البحث كان يتركز على أي محتوى له علاقة بالقضية الفلسطينية، “وبمجرد أن يجدوا محتوى من هذا القبيل، يتم اتخاذ القرار مباشرة، يتم إرجاعنا إلى الخلف، ويقولون: انتظر، بل حتى من لم يكن معه هاتف، أو لم يعثر في هاتفه على أي محتوى، يتم كذلك اتخاذ إجراء في حقه.”
نفي وجود تجاوزات وتأكيد استهداف المبادرة
وردا على التساؤلات حول احتمال وجود تجاوزات من المعتزمين المشاركة في القافلة، شدد أيت عمي على أن الحديث عن تجاوزات هو “عذر أقبح من زلة”، وقال: “مسألة تجاوزات أو تحييد المتجاوزين تتم بالطرق القانونية، الطرق المعمول بها عادة عند اجتياز مراقبة الجوازات والتحقق من الهوية ووثائق السفر والشروط المطلوبة.”
وأضاف: “في واقع الحال، هذا لم يحدث. الذي حدث فيه شطط كبير وتجاوز وظلم بين، واستهداف واضح لهذه المبادرة النبيلة، المبادرة الإنسانية التي لا هدف لها إلا إيصال صوت إخواننا في غزة.”
وبخصوص ما أثير من احتمال وجود متطرفين ضمن القافلة، قال: “ربما يكون هناك مندسون من أجل إفشال هذه المبادرة. ولا ندري الجهة التي قد تكون دست هؤلاء الناس، لكن إن وجدوا فهم قلة قليلة مقابل الأكثرية التي تتوفر على شروط السفر وتتوفر على جميع الوثائق”، مضيفا أن لائحة المشاركين تضم أطباء، مهندسين، مثقفين، خيرة الأطر. هؤلاء ناس مشهود لهم طيلة هذه السنين بنضالهم السلمي والبطولي من أجل القضية الفلسطينية.
اتهام للسلطات المصرية واستثناء للشعب المصري
وأعرب أيت عمي عن استغرابه من سلوك السلطات المصرية قائلا: “هذا يشير إلى أن هناك نوايا أمنية من السلطات. وعلى كل حال، هذا أمر مدان ومرفوض، وفي الحقيقة لم نكن نتوقعه على الإطلاق، ولم نكن ننتظره، خصوصا من السلطات المصرية.”
وأكد أن هدف القافلة ليس الإضرار بمصالح مصر، بل إيصال صوت الدعم إلى إخواننا في رفح الفلسطينية، مبرزا أن المشكل فقط مع السلطات المصرية، وليس مع الشعب المصري الذي قال إنه “على رؤوسنا وله كل التقدير والاحترام، وكان يتضامن معنا حتى داخل المطار.”
احتجاز وحرمان من الحقوق الإنسانية
وتوقف أيت عمي عند الجانب الإنساني من التجربة، مشيرا إلى أنه “أثناء فترة الاحتجاز، تم احتجازنا لمدة سبع ساعات، دون طعام ودون ماء، ولا حتى كراس”، مشبها ما تعرضوا له بما جرى لبعض المشاركين في ليبيا من “بلطجة وتشويش واعتداءات واعتقالات.”
ولفت إلى أن الموقوفين منهم كبار السن فوق السبعين سنة بما يعرف من متطلبات ومن حاجات خاصة لهذه الفئة، والأكثر من ذلك يقول المتحدث: “منهم أجانب من غير العرب” مع المعاملة السيئة والحاطة من الكرامة الإنسانية.
وعبر أيت عمي عن استغرابه الشديد من معاملة السلطات المصرية على مختلف مراحل التحقيق والاحتجاز، قائلا إن كل شيء كان متوقعا بالفعل لكن من الصهاينة، وليس من إخواننا العرب.