قال الصحافي المغربي علي أنوزلا إن ثورات الربيع العربية “شكلت عندما انطلقت حدثا تاريخيا”، لأنها كانت تدعو إلى “الحرية، والكرامة، والعيش الكريم”.
وتساءل، في معرض مداخلته في الندوة الفكرية “التحول السياسي بين محاولات الإجهاض، وفرص التجاوز” التي نظمتها جماعة العدل والإحسان يومه السبت 16 دجنبر بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين، لماذا تعثر الربيع العربي واصدم بالدم في أكثر من بلد؟ لماذا فشلت القيادات الإسلامية في مصر وتونس ونجحت في تركيا وماليزيا؟ لماذا تم وَأْدُ الربيع العربي؟ هل جاء قبل أوانه أم هو تمهيد لمولود النسخة القادمة؟
وأكد على طبيعة الثورات العربية ووصفها بالعفوية، وأعزى فشل الثورة المصرية والليبية إلى اصطدامها بهياكل مستبدة تعود إلى “الأنظمة السابقة، لا تريد التحول نحو “دمقرطة المؤسسات” الشيء الذي أدى إلى نشوب حروب أهلية في أكثر من دولة”، أما تعليقه عن الثورة التونسية فعبر عنه بقوله: “نجاح ثورة تونس اليوم أو على الأقل استمرارها، يعزى إلى مؤسسات المجتمع المدني القوي، والحضور القوي للمرأة داخله، ووجود مؤسسات وسيطة قوية، حمت الثورة، وحالت دون انزلاق البلاد إلى العنف، أو انهيار الدولة”.
وساءل الإعلامي المغربي قوى الثورات، خاصة القوى الإسلامية المتعددة، التي رأى أنه “يجمع بينها الفشل المحتوم.. الشيء الذي يطرح سؤالا اليوم، هل تعلم الإسلاميون من التجارب القاسية التي مرت منها قوى إسلامية؟ وإلى أي حد هم مستعدون إلى إعادة التفكير في مناهجهم لطرح أفكار مستنيرة تسعى إلى تحرير الدين مما قادته إليه تنظيمات إسلامية سلفية تكفيرية؟”، واعتبر أن “الإسلام السياسي حمل معه إلى السلطة والمسؤولية أسباب فشله البنيوية والموضوعية من قبيل: انعدام ثقافة الديمقراطية عند بعض هذا التيار، وغرور البعض منهم المفرط بقوته المفترضة في الشارع، وضعف كفاءة أطره، وقلة تجاربهم في التدبير أو انعدامها في كثير من الحالات، وانتهازية ونفاق بعض فصائله”. في المقابل اعتبر أن “اليسار العربي فشل في تاريخه، إلا في استثناءات ناذرة وغير مستمرة، في أن يكون قوة مجتمعية حقيقية ومؤثرة”، داعيا إياه إلى الانخراط أكثر في النسيج المجتمعي وحمل قضاياه.
وأكد في نهاية مداخلته على حاجتنا إلى ظهور اتجاه جديد من داخل الحركات الإسلامية؛ إذ “حان وقت نضجه أثناء وبعد الثورات العربية، وسماه ب”ما بعد الإسلاموية”… وهو طرح يسعى إلى دمج التدين والحقوق والحرية في الإسلام”، ودعا إلى “تجاوز الإسلام الحركي والعلمانية الاستئصالية، للقفز إلى مرحلة ما بعد الإسلاموية”.