ذ. أرسلان: نسجل تلكؤ المغرب الرسمي في التفاعل مع المطلب الشعبي بإسقاط التطبيع

Cover Image for ذ. أرسلان: نسجل تلكؤ المغرب الرسمي في التفاعل مع المطلب الشعبي بإسقاط التطبيع
نشر بتاريخ

أقر الأستاذ فتح الله أرسلان، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، أن الشارع العربي عرف تفاوتات بين الدول فيما يخص الحراك المساند للقضية الفلسطينية منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، لكن “عموما الشعوب العربية والإسلامية كلها مع القضية الفلسطينية، وإن كان حدثَ قبل سبعة أكتوبر شيء من الفتور فلأسباب نعرفها جميعا، لكن تفجير هذا الحدث بهذا الحجم أخرج الأمة من سباتها وأخرج الشعوب من غفلتها وانتبهت إلى قضيتها الأولى؛ قضية فلسطين”.

ومع التفاوت الذي ذكر الأستاذ أرسلان، في حوار له مع قناة الشاهد بمناسبة مرور 100 يوم على انطلاق العدوان على غزة، فإنه “كانت هناك استجابة، وكلما مرت الأحداث وكلما ظهر مستوى البطش والظلم الذي يقع على إخواننا وأخواتنا في غزة، كلما ازداد هذا التعاطف على مستوى الدول العربية”. نفس الشيء بالنسبة للدول الإسلامية؛ حيث “كان هناك تجاوب كبير عرف تصاعدا. كلما مرت أيام الحرب وكلما تحققت الإنجازات وكلما ازداد بطش العدو الصهيوني، كلما ازدادت وتيرة هذا التعاطف واتسعت رقعته”.

وأردف الناطق الرسمي باسم الجماعة منوها بالنتائج الإعلامية على المستوى العالمي لعملية طوفان الأقصى، وما تلاها من استهداف همجي للعدو الصهيوني على قطاع غزة والتعامل الذي جلى الفرق بين الطرفين؛ الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية: “أكثر من ذلك نعتقد أن ما وقع فجّر ثورة شعبية عالمية، بحيث انهارت المنظومة الإعلامية الدعائية للعدو الإسرائيلي ومن يناصره، فبدأت الشعوب الغربية تستيقظ وبدأت تتحدى المنع وما تلوّح به تلك الأنظمة من عقوبات لمن تعاطف ولمن خرج ولمن ساند، تجاوزت هذه العقدة وبدأنا نرى مظاهرات ومسيرات بمئات الآلاف في قلب العالم الغربي، في قلب الدول التي ناصر حكامها العدو الصهيوني؛ في باريس وفي أمريكا وفي لندن وفي غيرها من البلدان؛ سواء في أوروبا أو في أمريكا الجنوبية أو في آسيا”. وأكد أن “الطريقة الهمجية التي تعامل بها الصهاينة مع الشعب الفلسطيني عموما، هذه الوحشية أيقظت ضمير الإنسانية وأصبحت القضية الفلسطينية الآن في الواجهة بعدما كانت قد تراجعت كثيرا إلى الخلف”.

على المستوى الوطني، اعتبر نائب الأمين العام للجماعة أن “ما وقع في المغرب هو تأكيد لموقف الشعب المغربي الدائم من القضية الفلسطينية تاريخيا؛ الذي يعتبر أن القضية الفلسطينية قضية أساسية بالنسبة إليه، وهي أم القضايا، ليست قضية تعاطف فقط بل هي قضية عقيدة، وقضية دين. ونصرة الأقصى ونصرة فلسطين يعتبرها المغاربة جزءا من دينهم وليس فقط على مستوى التعاطف الإنساني، فلذلك خرج المغاربة منذ الليلة الأولى إلى الشوارع تضامنا وتعاطفا ومساندة للمقاومة الفلسطينية ولهذه المبادرة القوية، وامتد هذا التعاطف والمساندة في جميع مدن المغرب طيلة الأسابيع التي عرفتها الحرب”، وكشف أنه “يوميا تقريبا هناك مسيرات أو وقفات أو فعاليات مساندة للشعب الفلسطيني ولمقاومته، وفي كثير من الأحيان تخرج مسيرات ووقفات ومظاهرات في نفس الآن في عشرات المدن وبأكثر من مئة وخمسين مظاهرة عبر المغرب، وهذا منذ البداية إلى الآن ووتيرته تتصاعد، هذا هو الدأب الذي صار عليه المغاربة طيلة هذه المدة”.

وحول انعكاس هذا الحراك على مسار التطبيع المغربي الرسمي مع الكيان الصهيوني، أنبأ أن “هذه الوقفات رفعت شعارات قوية وكثيفة حول إسقاط التطبيع واعتباره جريمة”، ودعت إلى “استغلال هذه الفرصة للتراجع عن هذه الآفة؛ آفة التطبيع، ومحاولة دفع النظام إلى التحلل من كل الاتفاقيات التي عقدها مع هذا العدو، لأنه لا يؤمَن جانبه”. وجزم أن “ما وقع لإخواننا في فلسطين سيقع لكل من تعاقد مع هذا العدو المجرم الذي عرف في تاريخه بالمكر وبالخداع، وأينما حل وأينما ارتحل إلا وحل الفساد وحل الظلم وحل الخراب” ممثلا لذلك بما وقع في البلدان التي طبّعت سابقا مع العدو.

وأمل أرسلان أن يتراجع “حكامنا عن هذا التطبيع العار، الذي لا يناسب المغاربة ومواقفهم وعلاقتهم مع مقدساتهم في فلسطين”. وسجل “التلكؤ الذي يعرفه المغرب الرسمي في التفاعل والتعامل مع هذه الاحتجاجات الشعبية، ومعها إعلان الشعب المغربي مرة أخرى وتأكيده على موقفه الواضح من القضية الفلسطينية، ومن اعتبار العدو الصهيوني احتلالا ظالما غاشما”.

وصرح الناطق الرسمي أنه تفاجأ “بمنع اللجنة التي قدمت عريضة لمكتب الوزارة الأولى تطالب بإسقاط التطبيع.. من الدخول لتقديم هذه العريضة”، عادّا الموقف “رسالة سلبية”، وراجيا “أن يراجع هذا الأمر، وأن يؤخذ صوت المغاربة بالاعتبار، وأن يتناغم الحكام مع شعبهم”.

للاطلاع على المزيد نضع بين أيديكم الحوار كاملا: