ذ. أرسلان في رسالة تربوية لأعضاء الجماعة ومحبيها: قاعدتنا الراسخة “من مات ولم يفز بالله فلا نهاية لحسرته”

Cover Image for ذ. أرسلان في رسالة تربوية لأعضاء الجماعة ومحبيها: قاعدتنا الراسخة “من مات ولم يفز بالله فلا نهاية لحسرته”
نشر بتاريخ

سبق للأستاذ فتح الله أرسلان، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان والناطق الرسمي باسمها، أن ذيل حوارا مع موقع الجماعة، بتاريخ 12 أكتوبر 2021 ناقش فيه الأحداث التي وسمت الفترة، برسالة حبلت بمعاني تربوية سامقة، تذكيرا لأعضاء الجماعة ولكل مؤمن يسلك الطريق إلى المولى عز وجل بالغاية الأسمى: الفوز بالله تعالى.

ولأن هذه المعاني تظل صالحة لكل زمان ومكان، ننشر نص الرسالة/الوصية، عسى الله تعالى أن ينفع بها.


رسالتي إلى أعضاء الجماعة ومحبيها، وكلمتي إليهم، أوجهها باللغة والروح التي هي جوهر العدل والإحسان، فأقول لكل عضو وعضوة:

تَذْكُر عهدنا إليك عند التحاقك بنا أوّل الأمر، قلنا لك أن الطريق طويل وأنها محفوفة بالابتلاءات وتحتاج صبرا وجلدا، وأرشدناك إلى أن تَزَوَّد باليقين والتقوى وصحبة الصالحين ومجالس الذكر والأخلاق العالية والمعاملة الحسنة.

وتَذْكُر مقولة الإمام ياسين التي كرّرناها كثيرا “حتى دولة الإسلام إن نصرتها ‏في غفلة عن الله هي دنيا في حقك”. وتذكر السؤال الذي طالما ردّدناه في المجالس “ما اسمك في الملكوت الأعلى؟”، فهل غادرت دنيا الغفلة إلى عالم الذكر، وهل سجّلت اسمك بأحرف الصدق والتوبة والاستقامة في الملكوت الأعلى؟

أين وصلتَ في القرآن حفظا وتعلما (فمما تواعدنا عليه مع مرشدنا رحمه الله ألا نموت قبل أن نحفظ كتاب الله كاملا)؟

وأين وصلتَ في التبكير إلى المسجد وفي الصف الأول وفي صلاة الصبح؟

وأين أنت مع العلم والتعلم والتعليم لتفيد الشباب وأبناء وبنات الأمة في أمور دينهم ودنياهم؟

كيف تجدك مع البذل والإيثار والتضحية وحمل هموم جيلك وعموم الناس؟

وكيف حالك مع الأخلاق؛ مع الوالدين برّا وخفضا للجناح وصحبة صالحة لهم خاصة إن بلغا من العمر عتيّا، ومع الزوجة إكراما ومودة ورحمة ورفقا وعطفا، ومع الجار والعائلة والقريب والبعيد حسن خلق ومعاملة طيبة؟

وأين وصل حب رسول الله الكريم في قلبك؟ هل نما وترعرع وشبّ؟ هل تشعر بالحنين والشوق إليه صلى الله عليه وسلم؟ فهل تكثر من الصلاة عليه في كل يوم وليلة؟

وأخيرا، ودعك للحظات من الأفكار والمواقف السياسية الواردة في هذا الحوار وارجع إليها لاحقا، وامنح نفسك لحظات تأمل هادئة: هل ما زالتِ الغايةُ، التي تهون دونها كل العقبات، طلبُ وجه الله الكريم والفوز برضاه؟ فعهدنا بك أنك مستمسك بحقّ بقاعدتنا الراسخة “من مات ولم يفز بالله فلا نهاية لحسرته”.