ذ. أرسلان: الإمام كان ذا نظرة استشرافية لمستقبل الأمة والإنسانية وجعل مساحات للالتقاء مع الفضلاء

Cover Image for ذ. أرسلان: الإمام كان ذا نظرة استشرافية لمستقبل الأمة والإنسانية وجعل مساحات للالتقاء مع الفضلاء
نشر بتاريخ

اعتبر الأستاذ فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان ونائب أمينها العام، أن الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله كان ذا نظرة استشرافية لمستقبل الأمة الإسلامية وطرح حلولا لمشاكلها كما كانت له اجتهادات مهمة جدا، لكنه تجاوز الأمة والحركة الإسلامية إلى غيرهما في نظرته المستقبلية تلك إلى الإنسانية جمعاء، وجعل في فكره مساحات للالتقاء مع الآخر ومع ذوي المروآت والفضلاء.

أرسلان في كلمته الختامية لليوم الثاني من فقرات إحياء الذكرى الحادية عشرة لوفاة الإمام عبد السلام ياسين، الأحد 17 دجنبر 2023 بمدينة سلا، عقب ندوة “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”، أشار إلى أن مشروع الإمام منه ما يعني جماعة العدل والإحسان حقيقة وهي منخرطة فيه، لكنه لم يكن يعنيها لوحدها فقط، لأنه يتحدث عن الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، وخلف ثروة مهمة للحركة الإسلامية في العالم أجمع هي في حاجة ماسة إليها بصرف النظر عن جنسيته هو.

ولفت أرسلان إلى أن الإمام رحمه الله في حياته كان يعيش واقعه المحلي والإقليمي والدولي بالتعليق والمشاركة والانتقاد والتقييم، ولم يكن في واقعه المغربي منظرا فقط، وإنما كان منظرا صاحب نظرية، لكنه نزلها في الواقع وأسس جماعة وبث فيها جزءا من تنظيره كي لا تبقى الأفكار خيالية وهلامية.

الأمر نفسه بالنسبة للقضية الفلسطينية التي يقول أرسلان إن الإمام كتب فيها كثيرا، وبين حلها كيف يكون وتحدث عن الصهيونية، وأضاف “ونحن في الجماعة نتداول بعض المقتطفات من كلامه فيتبين لنا وكأنه يعيش هذه الأحداث ويتحدث عنها ويعبر عن رأيه فيها، والمستقبل الذي كان يتحدث عنه أصبح حاضرا”.

وتساءل أرسلان في كلمته “هل نحن الذين نحيي الذكرى أم الذكرى هي التي تحيينا؟”، موضحا أن كل مناسبة من هذه المناسبات “نشعر بأنها تزرع فينا حياة أخرى، ليس بالمعنى الفيزيولوجي للحياة، ولكن بالمعنى الذي أخبر به الله في كتابه العزيز حين قال: “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم”، هي هذه الحياة الإيمانية الروحية المرتبطة بالله عز وجل”.

وقال المتحدث إنه عاشر الإمام أكثر من خمسين سنة منذ كان طفلا، ولا يذكر في أي لقاء التقوا به كيفما كان جدول أعماله، إلا وذكر الموت، “فجعله حاضرا بقوة في المسيرة التي عشناها معه مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “أكثروا من ذكر هادم اللذات”، وكان يعطي للموت معان أخرى، أسمى من الموت الذي يخيف الناس”.

وتابع “ونحن هنا نتحدث عن ذكرى انتقال الإمام إلى الرفيق الأعلى، نستحضر تفسيراته وغاياته التي كان يبثها فينا لما كان يتحدث عن هذا الانتقال وهذا الموت”، وأضاف أن الإمام كان يقول: “الرجل الذي يغيبه عن إخوته شبر من الأرض ليس رجلا”، ومعنى ذلك أنك في حياتك ملزم بعمل شيء يخلد ذكرك في الصالحين، ولا تنتهي حياتك وذكرك بالموت الفيزيولوجي والانتقال إلى القبر، كما جاء في الكلمة.

وعلى هذا الأساس فإن العظام من أمثال هذا الرجل لا يموتون وإن غيبت عنا أجسادهم، يقول أرسلان ثم يضيف ” نحن نشعر في جماعة العدل والإحسان في لقاءاتنا منذ رحيله، أنه حاضر معنا في كثير من اجتماعاتنا ولقاءاتنا، ولا نشعر بهذا الفراق، ونحن نتحدث عن هذا باستمرار، فهو حاضر معنا بتوجيهاته التي كان يقدمها لنا باستمرار وبكتاباته ومسموعاته وروح التربية التي غرسها فينا للتعلق بالآخرة وبما عند الله تعالى”.