كتبت السياسية المغربية الأستاذة أمان جرعود عن “انهيار القيم تحت مقصلة المصالح”، موضحة أن غزة بينما هي تغرق في الدم والرماد، وتُنتشل جثث الأطفال والنساء من تحت الأنقاض، يصطف “العالم” في طابور المتفرجين، لا يُحرّك ساكنًا.
عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، قالت إن هذا السكون يخترقه بين الفينة والأخرى صوت خافت باهت يطلق بيانات جوفاء ليرجع صداها كصمت القبور. ويكتفي آخرون بصمتٍ مُخزٍ يساوي بين من يملك طائرات الموت ومن لا يملك سوى الحجارة والصبر.
هذا الصمت ليس حيادًا، تقول الكاتبة في تدوينة لها في فيسبوك، ثم تضيف: “إنه تواطؤ ومشاركة فعلية في الجريمة”. مشددة على أن كل من يصمت ويبرر ويوازن بين الضحية والجلاد “هو جزء من آلة القتل والإبادة”.
وتابعت: “إننا نعيش لحظة سقوط أخلاقي مدوٍّ للنظام الدولي، يثبت مرة أخرى أن إنسانيته انتقائية”، في وقت لا تحترق فيه غزة فقط بالقنابل، بل أيضًا بالصمت، بالنفاق وبالتواطؤ…
ورغم كل ذلك فقد لفتت جرعود وسط هذه العتمة إلى أن هناك بصيص أمل ينبش في بقايا الإنسانية ويتشبث بقوة الحق. نعم، قد لا يُغيّر السياسات، لكنه يعيد رسم حدود الوعي، ويصنع ضغطاً أخلاقياً يتحول شيئا فشيئا إلى قوة سياسية في المستقبل.
وأشارت إلى أن الصمت ليس قَدَراً، مبرزة أنه “قرار سياسي وأخلاقي”، وتغييره يبدأ بكسر جدار التبلّد، ورفض التطبيع مع الجريمة، وإعادة الاعتبار لقيمة الإنسان.