ذة. بلغازي تقرأ التجربة الشخصية للإمام ياسين من خلال كتاب الأستاذ العلمي

Cover Image for ذة. بلغازي تقرأ التجربة الشخصية للإمام ياسين من خلال كتاب الأستاذ العلمي
نشر بتاريخ

تناولت الأستاذة نادية بلغازي، عضو الهيئة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان ومسؤولة لجنة البرنامج التعليمي فيها، التجربة الشخصية لسلوك الإمام المرشد من خلال كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين” لفضيلة الأستاذ عبد الكريم العلمي، والتي شكلت مداخلتها في ندوة خصصتها الجماعة لقراءة الكتاب بثتها منصاتها الإعلامية صباح اليوم الأحد 11 دجنبر 2022، من خلال محورين أساسين؛ تطرقت في المحور الأول إلى تجربة الإمام الشخصية كما عاشها قبل تأسيس الجماعة، وطرحت في الثاني تجربته رحمه الله تعالى كما بثها في الجماعة ومن خلالها في الأمة.

شكلت يقظة الإمام المرشد القلبية وميلاده الروحي في سن الثامنة والثلاثين نقطة البداية في سلوكه الشخصي إلى الله تعالى، بعد مخاض عسير توصل إثره إلى أنه لا مخرج إلا بصحبة رجل يدله على الله تعالى، فجاءه المن الإلهي بأن أوجد له تلك القامة التي كان يبحث عنها؛ العارف بالله الشيخ العباس البوتشيشي القادري رحمه الله، وحدث عنده الانقلاب الكلي في حياته وفكره وسلوكه وعمله، فالتحق بالزاوية ليصبح جنديا، يدعو إليها بما أتاه الله من جهد ووقت ومال، تقول بلغازي وتضيف موضحة: علما أن نقطة الهداية الأولى، لكن دون انتساب صوفي، كانت في الخامسة من عمره بتعلمه في مدرسة الشيخ المختار السوسي رحمهما الله بمراكش حيث تلقى تعليما مزدوجا في القرآن واللغة.

وبعد مرور ست سنوات عامرة بالأشواق والأذواق، أعاد الإمام قراءة الكتاب والسنة بفهم جديد كانت ثمرته تحوله من السلوك الصوفي الصرف المتعارف عليه عند السادة الصوفية إلى سعة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجامعة الشاملة لكمال الإحسان. ثم انبرى رحمه الله إلى دعوة العاملين في الحقل الإسلامي إلى الوحدة وإلى سلوك طريق التربية بمفتاح الصحبة الدالة على الله تعالى.

وكان من سمات تجديد الإمام عبد السلام ياسين في معنى السلوك أيضا، كما وضحت بلغازي، عمله رحمه الله تعالى على إحيائه في الأمة وسعيه لبناء جماعة تعتمد في سعيها للتغيير على تلازم العدل والإحسان.

في المحور الثاني، تحدثت بلغازي، الحائزة على ماجستير في الفكر الإسلامي المعاصر، عن تجربة الإمام كما بثها في الجماعة وفي الأمة، بدأت بتأسيس جماعة يشترك فيها رجال ونساء وطّنوا أنفسهم على تربيتها إحسانا، والتهمم بحال الأمة عدلا. شكلت التربية على السلوك الجهادي الإحساني النبوي الكامل أس الجماعة، وعليه يقوم رجاؤُه في تجديد دين الأمة، من خلال هذا الجمع بين السلوك إلى الله وبين الجهاد بكل معانيه وأوجهه وأبوابه.

وبينت بلغازي معالم السلوك عند الإمام كما يلي:

– التحذير من سلوك التبرك والتزهد والدروشة والقعود بدل السلوك الفاعل المقتحم للعقبات الأنفسية والفتنة الآفاقية، الملزم بمخالطة الناس وتربيتهم على الجهاد المزدوج..

– تقديم التجربة الشخصية لأجيال الخلافة الثانية إن شاء الله على طريق السنة الكاملة علما وعملا كما كان في عصر النبوة والخلافة الراشدة.. ومعالجة الخواء الروحي عند شباب الدعوة بدلالتهم إلى رحاب معرفة الله..

– التربية على التحصن بسياج الشريعة والتأسي الكامل بالنموذج النبوي الكريم..

– إعطاء الصحبة بُعدها الجماعي كما كانت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين رضي الله عنهم..

– التجديد في السلوك إلى الله تعالى بآلية المجتهد المستوعب لفقه الواقع، الملم بشروط الاجتهاد، القادر على تنزيل النصوص على القضايا المستجدة..

– التربية على خصال الإيمان وشعبه..

ومن معالم السلوك عند الإمام أيضا، كما أوردت بلغازي؛ التربية على الشورى بآدابها وضوابطها الشرعية، والتربية على العناية بسلامة القلوب، وعلى الذكر والدعاء والتلاوة والحفظ لكتاب الله تعالى ولزوم الطهارة ودعاء الرابطة، وعلى سمو الإرادة، و على ترك الخلاف الشاق للجماعة والأنا المؤذن بخراب الباطن، و على تخليص الصحبة وعدم الالتفات مع التقدير لكل أهل الله وأوليائه، و على العروج في مقامات الإيمان والإحسان على منهاج النبوة، و على الصدق مع الصحبة والجماعة، وعلى سمو الأخلاق، و على الحفاظ على الهوية الإحسانية، وعلى المواظبة على يوم المؤمن وليلتِه، و على الجمع بين حقوق الصحبة وحقوق الجماعة، و على الموازنة بين الصحبة وعمل المؤسسات، وعلى تقدير القيادة الربانية.

وختمت بلغازي مداخلتها بالتنويه بهذا الكتاب القيم مبنى ومعنى، وبتوصيات بقراءته ومدارسته وتبليغه للناس أجمعين.