عرض الدكتور منير الجوري، الباحث في التوجيه التربوي، مأزقين “حقيقيين” تعاني منهما المنظومة التربوية؛ أولهما “الارتهان إلى فلسفة تربوية متجاوزة تثقل المدرسة بأدوار تتجاوز قدراتها وإمكانياتها، خاصة وسط المتغيرات المجتمعية المتلاحقة حيث أصبحت معها المدرسة بشكلها التقليدي عاجزة ومتخلفة عن اللحاق بالركب”. واقترح لتجاوز هذا المأزق “فتح نقاش يجدد الفلسفة التربوية برمتها على قاعدة “مدرسة الحياة” بدل “الحياة المدرسية””. معتبرا أن أي “تأخر إنما هو تمطيط لعمر الفشل، وللأسف فما يسمى “بالرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم” في سنتها الثامنة هي جزء من هذا التمطيط”.
المأزق الثاني الذي وجه إليه الفاعل التربوي الأنظار، في تدوينة بمناسبة بداية الموسم الدراسي الجديد بالمغرب، “هو مأزق الإرادة السياسية الغائبة، ذلك أن الإصلاح الحقيقي والعميق للمنظومة التربوية يحتاج إلى مناخ سياسي واجتماعي يرفع الوصاية عن المسألة التربوية بما يسمح بتأسيس نموذج تربوي على ضوء مشروع مجتمعي مجمع عليه بشكل ديمقراطي”.
وأكد أن “غياب المناخ المناسب يؤدي إلى اختزال الإصلاحات في قضايا تقنية تهم المناهج والعرض التربوي والرقمنة وما على شاكلتها. وهو ما سقطت فيه “الرؤية الاستراتيجية” هروبا من ملامسة العمق، وسرعان ما ستصطدم تلك الإجراءات التقنية بواقع سياسي يعيق إحداث التأثير المفترض. ولعل الولادة العسيرة التي يعرفها النظام الأساسي الجديد لقطاع التربية الوطنية الآن لعلامة على ذلك”.