د. هراجة: مجابهة الاستبداد تستوجب حاضنة شعبية واعية بخطورته قادرة على مجابهته

Cover Image for د. هراجة: مجابهة الاستبداد تستوجب حاضنة شعبية واعية بخطورته قادرة على مجابهته
نشر بتاريخ

دعا الباحث في فلسفة الأخلاق الدكتور فؤاد هراجة الفرقاء السياسيين الذين يحملون مشروعا مجتمعيا مخالفا للسياسات الرسمية المتبعة، والذين وإن اختلفت مشاربهم ومذاهبهم الفكرية والأيديولوجية فإنهم يجتمعون في تدافعهم مع السلطة الحاكمة، إلى تجميع حركاتهم المجتمعية “في قوة سياسية دافعة قادرة على مجابهة وتقويض عنف الاستبداد”.

وشدد على أن هذه المواجهة “تستوجب هي الأخرى حاضنة شعبية لا يمكن تحقيقها إلا عبر نشر وغرس وعي سياسي كفيل بإدراك خطورة الفساد والاستبداد، وجدير بإحداث تغيير في الحاضر والمستقبل”.

هراجة الذي كان يتحدث لبوابة العدل والإحسان على هامش حضوره لندوة “القوى المجتمعية وتنمية الوعي السياسي، الأدوار والغرض والتحديات“، التي نظمتها الجماعة يوم السبت المنصرم بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها، أطلع البوابة على ما راقه في الندوة؛ “تنوع المداخل والمقاربات التي تم تناول الموضوع من خلالها، والتي تنوعت بين المقاربة التاريخية، والمقاربة الإجرائية، والمقاربة الاستقرائية، ما أعطى الندوة طابعا يجمع بين التشخيص والتحليل واستدعاء الشواهد واستشراف المستقبل”.

وبخصوص الوعي السياسي المطلوب، قال بأنه “التفاعل بين الدوافع الداخلية والحوافز الخارجية، والذي يمكن من إدراك الواقع عبر الوعي بالذات والوعي بالآخر والوعي بوحدة المصير. فوظيفة الوعي السياسي تحقيق يقظة مجتمعية تدرك خطورة الوضع الذي تعيشه، وتؤمن بإمكانية التغيير نحو الأفضل”. هذا الأمر، حسب المتحدث، “يستدعي استحضار سؤال الأدوار المنوطة بهذه القوى المجتمعية، والتي تتمثل أساسا في التأطير والتكوين داخليا، ومد الجسور والتشبيك خارجيا”.

وصرح الناشط الحقوقي أن “هذه الغايات والطموحات دونها تحديات وعقبات؛ منها ما هو ذاتي يتعلق بالقدرة على القبول بالآخر كما هو لا كما نريد في أفق التكامل، ومنها ما هو موضوعي يتمثل في القدرة على تجاوز الأيديولوجي إلى المشترك السياسي المتمثل في وطن يتسع لكل أبنائه، من خلال دولة ديمقراطية حديثة تضمن الحريات وترعى المصالح العامة للمواطنين”.

هذا الطموح السياسي “يتطلب وعيا عميقا يحارب اليأس الذي خلفته كل التجارب السياسية الفاشلة، ويبعث على الأمل ويشجع على الانخراط في مشروع تغييري وحدوي واضح المدخلات والمخرجات”. وهو ما يدخل ضمن غايات هذه اللقاءات والندوات، التي “تساهم بشكل كبير في الرفع من منسوب الثقة، وتقرب وجهات النظر، وتُجَسِّر الطريق بين جزر القوى المجتمعية الطامحة للتغيير”.